ماذا تعرفون عن

قبل نحو عشر سنوات، أعلن تنظيم "داعش" قيام "الخلافة" على مساحات واسعة امتدت من العراق إلى سوريا.

لكن بعد معارك متتالية على جبهات عدّة، أعلن العراق انتصاره على التنظيم في التاسع من كانون الأول/ديسمبر العام 2017. وبعد نحو عامين، خاضت قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة أميركياً، آخر حروبها ضد الجهاديين، لتعلن في 23 آذار/مارس 2019 القضاء على "الخلافة".

خلال وبعد انتهاء معركة بلدة الباغوز، آخر معاقل التنظيم في شرق سوريا، نقل المقاتلون الأكراد في حافلات على مدى أشهر الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم إلى مخيم الهول.

تاريخه وسكانه

يطل مخيم الهول في شمال شرق سوريا على بلدة الهول الحدودية مع العراق والتي لطالما شكّلت ممراً لعمليات التهريب عبر الدولتين.

بُني المخيم خلال حرب الخليج الثانية في العام 1991 لاستقبال اللاجئين العراقيين، وتوسع لاحقاً خصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق، وفق تقرير في 2022 لمنظمة أطباء بلا حدود.

سيطر تنظيم "داعش" على بلدة الهول في العام 2014، واستعادتها قوات سوريا الديموقراطية في 2015، في معركة شكلت أكبر أول انتصاراتها بعد تشكيلها في خريف العام ذاته.

في 2016، فتحت الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا أبواب المخيم مجدداً لاستقبال اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين.

لكن منذ نهاية 2018، شهد المخيّم بدايات تحوّل. فبعدما أطلقت قوات سوريا الديموقراطية آخر معاركها لاستعادة بلدة الباغوز وجوارها، زاد عدد قاطني الهول، وخلال أشهر قليلة، من 13 الف شخص إلى 70 ألفاً، بينهم 11 ألف أجنبي من النساء والأطفال.

وعلى وقع المعركة، بات عدد العراقيين 30 ألفاً ليشكّلوا بذلك أكبر مجتمعات المخيم.

بعد انتهاء معركة الباغوز في شتاء 2019، بدأت بعض الدول وببطء شديد استعادة بعض مواطنيها من المخيم، فيما انتقل نساء وأطفال أجانب أيضاً من الهول إلى مخيم روج، وهو مخيم أصغر حجماً وأفضل تنظيماً في أقصى شمال شرق سوريا، ويقطنه اليوم 2500 شخص، بينهم أكثر من 2140 أجنبياً.

ويقطن في مخيم الهول، بحسب أرقام إدارة المخيم في كانون الثاني/يناير 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل.

ويُشكل الأطفال أكثر من نصف السكان ويبلغ عددهم 21500.

تدير المخيم سلطة مدنية تعينها الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرق سوريا، وتعمل فيه وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية ومحلية تقدم خدمات أساسية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية.

وبدعم من وزارة الخارجية الأميركية، تقوم منظمة "بلومنت" الدولية بتنسيق الخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية. ويشمل عملها، وفق موقعها الإلكتروني، استقبال قاطنين جدد. وبدعم من الحكومة الفرنسية، تتولى أيضاً تحسين البنية التحتية وتقديم الدعم الإنساني.

تتولى قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الكردية أمن المخيم المحاط بسياج يتضمن أبراج مراقبة.

تعقد الإدارة المدنية والقوى الأمنية اجتماعات دورية مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن حول المخيم، لكن القوات الأميركية لا تتواجد في المخيم.

وبعدما بات المخيم مسكناً للعائلات الفارة من الباغوز، فرضت القوى الأمنية عليه قيوداً جديدة وبات يمنع على قاطنيه الخروج باستثناء في حال حصولهم على أذونات طبية.

ويُشكل تسجيل السكان تحدياً أمام إدارة المخيم خصوصاً لناحية أن الأجانب أحياناً يخفون جنسياتهم أو يدّعون جنسيات أخرى، وفق مسؤولين في المخيم.

وكون الإدارة الذاتية لا تعترف بزواج القصّر الذي يكثر في المخيم، أو الزواج الثاني، فإن العديد من الزيجات في المخيم غير مسجلة، كما لا تُسجل الولادات الناتجة عنها.

ولا تسجل الإدارة الذاتية زواج القصر الا بعد إتمام الفتاة الـ18 من العمر.

وبالنتيجة بات المخيم "مليئا بالأطفال غير المسجلين"، وفق ما تقول عاملة إنسانية.

أ.ف.ب

يقرأون الآن