أحيا لبنان أمس، أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في غالبية مناطقه على نحو طبيعي وحتى في بلدات حدودية جنوبية تحدت الأخطار المحدقة بالمواطنين بحيث لم تغب عنها زياحات الشعانين وزينة الأطفال وشموعهم.
ولكن ذلك لم يحجب القلق الذي عاد يتنامى حيال معالم التصعيد الميداني خصوصًا بعد تخطيه خطوط الميدان التقليدي وقواعد اشتباكه، الأمر الذي عكسه توغل الغارات الإسرائيلية الى عمق البقاع الشمالي في بعلبك مرّة جديدة ومن ثم استهدافها منطقة البقاع الغربي للمرة الأولى.
وإذا كانت الوقائع الميدانية غالبًا ما تقف وراء إتساع الإستهدافات الجوية الإسرائيلية وردود "حزب الله" عليها بعمليات بعيدة النطاق عن الأهداف الكامنة على خط المواجهة الحدودي، فان ذلك لا يقلل خطورة وقوف لبنان أمام مرحلة شديدة الغموض ومحفوفة بعدم إسقاط أي احتمال من احتمالات التصعيد الواسع الذي في أقل التقديرات قد يوسع حدود الإستنزاف الميداني والدمار اللاحق بأكثر من أربعين بلدة وقرية حدودية جنوبية إلى مناطق أخرى جنوبية على ما تخشاه جهات رسمية وسياسية معنية برصد تطورات المجريات الميدانية الجارية.
ولا تخفي هذه الجهات اعتقادها بانه إذا كان احتمال إنفجار حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" لا يزال في طور الإستبعاد الظرفي لأسباب ودوافع عدة مختلفة، فان ذلك لا يسقط الخشية من الإتجاه الإسرائيلي إلى توسيع رقعة الإستهدافات والإستنزاف بحيث غدت أخيرًا منطقة بعلبك بمثابة معظم بلدات الحدود الجنوبية كما يجري رصد الخطوط التي تتسع عبر الغارات الجوية الإسرائيلية جنوبًا حيث يرصد المراقبون العسكريون توسيعًا منهجيًا لشريط الدمار بما يكشف الخطة الإسرائيلية المتبعة راهنًا بديلًا من حرب شاملة.