ودّع قضاء الكورة مع سائر الشمال الصحافي والأديب آدوار الزغبي في مأتم مهيب، أُقيم في كنيسة بلدته بزيزا برئاسة المطران يوسف سويف، يعاونه لفيف من الكهنة، في حضور النائب غياث يزبك ممثلاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والنواب: فادي كرم وأديب عبد المسيح وجورج عطالله، والسيّد مارك جبّور ممثلاً رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل والسيدة فيرا يمّين ممثلةً النائب طوني فرنجية، والنائب السابق جواد بولس وفاعليات سياسية وصحافية وثقافية، وحشد من أهالي بلدته وأصدقائه والجوار.
وألقى المطران سويف عظة عدّد فيها مزايا الراحل الذي "حمل رسالة الكلمة والإنسان وتميّز برقيّ عمله الصحافي سواء في صحيفة النهار التي منحها ٣٥ سنة من مداد قلمه، أو في صحف: "نداء الوطن" و"المستقبل" و"التمدّن"، أو على منابر الإعلام والخطابة ومعاهد التربية وبرامج الإذاعات".
وألقى شقيقه الكاتب والمحامي الياس الزغبي كلمة العائلة، جاء فيها: "تتهيّب الكلمة في حضرة سيّدها، أغائباً كان بالجسد، أم ماثلاً بالروح. هو الذي تتلمذت على يديه أجيال، ليس فقط في دُور العلم والمعاهد، بل أيضاً على منابر الصحافة والخطابة والأدب والشعر وأثير الإذاعات لما يقرُب من ستّين عاماً.
كان مدرسة لطلّابه وزملائه معاً، في فنّ المراسلة والمقالة والأدب السياسي الرفيع، وفي انسياب الشعر والنثر، كجدولٍٍ عَذبٍ رقراق، على سحر بيانه وخطّ بنانه. وهو الذي قال فيه أحد الكبار في السياسة والمقام "يهزّ الشمال بإصبعَيه عبر جريدة النهار".
وقد لامس حدّ الإعجاز في صوغ النصوص، فيخالها القارىء نثراً مُرسَلاً بينما هي شعرٌ على الأوزان والتفعيلات والقوافي، ضمّتها دفّتا كتابَين له: "أحزان تحت الأصابع" و"لا خطّة ولا محطّة".
وسيعود إليكم بعد رحيله، وفي إحدى مناسبات ذكراه، في كتابٍ من مخزون ذاكرته المتوهّجة، يضمّ نصوصاً ومقالاتٍ تؤرّخ لنصف قرن من تموّجات الشمال وسائر لبنان، نَشَر بعضَها على مواقع التواصل، وبقي بعضُها الآخَر مخطوطاً.
آدوار الزغبي،
منكَ على لساننا شكرٌ لكلّ مودّعيك، مَن حضر منهم، ومَن اتصل، ومَن كتب من أهل الأقلام النبيلة الرفيعة.
وفي وداعك، رَفع لك أهل قريتك عباراتٍ جاء في إحداها:
"لقد ضاقت بكلمتك الأرض،
فاكتبِ الآن على صفحة السماء".