دولي

غزو رفح.. قدرة نتنياهو على تحمل ضغوط بايدن قد تحدد موعده

غزو رفح.. قدرة نتنياهو على تحمل ضغوط بايدن قد تحدد موعده

على الرغم من عاصفة الرفض الدولي لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ووسط انتقادات وتوترات مع أميركا حتى، الحليف الأوثق لإسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمسك بخطة الغزو. فقد كرر أمس أيضاً تمسكه باقتحام رفح، لافتاً إلى أن المدنيين سيتمكنون من الهروب نحو مناطق عدة في شمال القطاع.

بينما يتساءل نحو مليون ونصف المليون فلسطيني عن مصيرهم بعدما لجأوا إلى المدينة بحثاً عن ملاذ آمن منذ تفجر الحرب في القطاع قبل نحو ستة أشهر.

كما يتساءلون عن موعد الغزو المرتقب أيضاً.

في حين رأى خبير أمني أردني أن حملة نتنياهو على رفح قد بدأت بالفعل مع تكثيف القصف على المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع خلال اليومين الماضيين.

وقال محمد القاسم الحمد، مستشار السياسات والدراسات الأمنية في عمّان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لقد بدأ بقصف رفح وبعمليات التدمير الممنهجة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد مدينة رفح من دون الاكتراث بالتحذيرات الدولية أو بخطوط الرئيس الأميركي جو بايدن الحمراء. وأعلن مكتب نتنياهو المصادقة على خطط العملية في رفح والجيش يستعد لها منذ فترة قريبة".

لكنه أضاف عوامل أخرى قد تحدد اجتياح رفح بشكل واسع، قائلا إن "الأمر يعتمد على نتنياهو ومدى قدرته على تحمل ضغط الداخل الإسرائيلي أو قدرته على تحدي بايدن". وأشار إلى احتجاجات يومية في الشارع الإسرائيلي للمطالبة بقبول صفقة تبادل أسرى مع حماس تتوسط فيها مصر وقطر منذ أشهر من دون جدوى حتى الآن.

كما لفت أيضا إلى جهر الإدارة الأميركية برفض دخول الجيش الإسرائيلي لرفح وحديث وزير خارجيتها أنتوني بلينكن عن مناقشة "بدائل" مع المسؤولين الإسرائيليين. وأردف "هناك أيضا مدى استعداد نتنياهو لتحمل عزلة إسرائيل دوليا".

إلى ذلك، قال إن الجيش الإسرائيلي قد يحتاج لأكثر من أسبوعين لإخلاء رفح من مليون ونصف المليون إنسان. عمليا إخلاء 1.5 مليون إنسان محصورين في رقعة جغرافية محدودة عملية بالغة الصعوبة وتحتاج لوقت أطول. أطول بكثير من أسبوعين. ناهيك عن أن انتقال هذه الكثافة السكانية إلى أي مكان آخر يعني تجهيزات للبنية التحتية وهو غير متوفر ضمن حدود غزة حاليا".

لكن سياسيا لبنانيا رأى أن نتنياهو وحكومته التي يصفها بالمتطرفة "أصبحت أكثر شراسة من أجل خوض هذه المعركة تحديا لكل من لا يجاريهم في مسار هذه الحرب". وقال السياسي الذي تحدث من بيروت طالباً عدم ذكر اسمه "إن عدم خوض هذه المعركة حالياً قد يعتبر تراجعا إسرائيليا أمام الضغط الأميركي والضغط الدولي ونكسة بين قوسين لمشروعهم. وبالتالي هذا ما يعزز إمكانية دخولهم في معركة من هذا النوع".

إلا أنه اعتبر أن التوقيت "يبقى علامة الاستفهام الكبرى".

من جهته، رأى الباحث السياسي الأردني، ياسر قطيشات، أن الإسرائيليين لا يهتمون حقا بأمر السكان أو المساحة الجغرافية، لكنه لفت إلى طرح آخر قد يثني نتنياهو عن إعطاء شرارة البدء في العملية. وقال "دخول رفح يعني أن الحرب ستنتهي، ولن يكون هناك أي مبررات لاستمرارها. فنتنياهو يعلق قرار وقف الحرب على دخول رفح التي يعتبرها آخر معقل لحماس وموقع قيادة حماس".

كما أضاف قائلا "النقطة الثانية أن الأسرى المحتجزين لدى حماس محتجزون الآن في رفح. هذا هو التصور أو هذا هي الرواية التي يروج لها الاحتلال. كلما طال أمد الحرب النفسية التي يخوضها فيما يتعلق بدخول رفح، زاد أمد الحرب وهذا هو ما تبحث عنه إدارة نتنياهو".

يأتي هذا فيما تحاول الولايات المتحدة منذ أسابيع إثناء إسرائيل عن دخول رفح براً، وقد دعتها مؤخراً إلى بحث خطط بديلة، قد تتضمن اجتياحاً محدوداً لبعض المناطق، شرط تأمين ملاذات للمدنيين النازحين. فيما أكد نتنياهو أنه ماض بعمليته هذه سواء مع موافقة واشنطن أو من دونها.

كما يأتي بينما يرتقب أن توفد الإدارة الأميركية "جنرالات" أميركيين للقاء قادة إسرائيليين في تل أبيب، من أجل المشاركة في بلورة خطط العملية، وفق ما أفادت قناة "أخبار 13" الإسرائيلية، اليوم الخميس.

يقرأون الآن