نقل موقع "أكسيوس" عن مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن الوفود عادت الى القاهرة للتباحث بمقترح جديد.
وأوضح أن الجانب الاسرائيلي قدم اقتراحا لحماس في القاهرة و"ننتظر رد زعيمها يحيى السنوار وقد يستغرق الأمر بضعة أيام".
وعرض الوسطاء مقترحا جديدا في جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل.
المقترح تضمن عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع من دون تحديد أعدادهم، وقبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد ٥٠٠ متر منهما. كذلك إدخال ٥٠٠ شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة بما ذلك الشمال".
وضمن المقترح "إفراج إسرائيل عن ٩٠٠ أسير فلسطيني بينهم ١٠٠ من ذوي أحكام المؤبد في المرحلة الأولى".
"وفي المرحلة الثانية يتضمن إطلاق كل الأسرى الإسرائيليين والانتهاء من مفاوضات العودة للهدوء المستدام".
"ولم يتضمن المقترح عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل".
وقال مسؤول كبير في "حماس" لـ"الشرق"، إن الوفد الإسرائيلي الذي شارك في محادثات القاهرة بشأن التهدئة في غزة، والتي أجريت، الأحد، "لم يتجاوب مع أي من مطالبنا"، مشيراً إلى أن وفد حركته غادر العاصمة المصرية، صباح الاثنين، إلى الدوحة للتشاور مع قيادة الحركة بشأن "مقترحات أميركية".
وقالت مصادر مطلعة، إن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، قدم اقتراحاً للوفود بوقف كل أشكال القتال في غزة أثناء فترة عيد الفطر، على أن يجري خلالها بحث اقتراحات "حل وسط" بشأن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وكذلك بشأن أعداد الأسرى الذين سيجري إطلاق سراحهم من الجانبين، ومناطق الانسحابات الإسرائيلية خلال فترة الهدنة التي تستمر 42 يوماً.
وتشكل عودة النازحين إلى شمال القطاع، النقطة الجوهرية في المفاوضات الدائرة بشأن تطبيق المرحلة الأولى من "مسار باريس". وفيما تتمسك حركة "حماس" بعودة جميع النازحين إلى بيوتهم والمناطق التي نزحوا منها، تصر إسرائيل على عودة كبار السن وصغار السن فقط إلى مخيمات جديدة يجري إقامتها في مناطق محدّدة في الشمال.
وقال مسؤولون في "حماس" لـ"الشرق"، إن الحركة تصرّ على عودة النازحين بهدف إفشال مخطّط إسرائيلي يهدف إلى احتلال دائم لمناطق في شمال القطاع، وخلق مخيّمات لجوء جديدة.
وأضاف أحد مسؤولي الحركة: "تمسكنا بعودة النازحين هو تمسك نابع من رفض تهجير لأهلنا، حتى لو كان هذا التهجير داخل القطاع".
وكانت إسرائيل، اقترحت في اللقاءات الأخيرة عودة ألفي نازح يومياً، من كبار السن وصغار السن، بدءاً من الأسبوع الثالث من الهدنة، على أن يعودوا إلى "مخيمات جديدة تقام من خيام يجري إقامتها تحت إشراف دولي".
وشهدت جولة المفاوضات الجديدة بين حركة "حماس" وإسرائيل، "أجواءً إيجابية"، وأحرزت "تقدماً ملحوظاً" في تقريب وجهات النظر بشأن التوصل إلى هدنة في قطاع غزة.
ومارس الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، ضغوطاً مكثفة لقبول مسودة اتفاق جديدة تتضمن هدنة في غزة، وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين مع حلول عيد الفطر المتوقع الأربعاء المقبل.
وقال مصدر مصري لـ"الشرق"، إن جولة المفاوضات في القاهرة شهدت "أجواءً إيجابية"، متوقعاً "مرونة أكبر في ما هو قادم من أطراف النزاع، خاصة بعد توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي".
ولفت المصدر إلى أن "الوسطاء لديهم رغبة تصل إلى حد الإصرار، على إبرام صفقة وقف إطلاق النار".
وقال مصدر عربي، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن الولايات المتحدة طلبت من مصر وقطر الضغط على "حماس"، بينما تضغط واشنطن على إسرائيل للتوصل لاتفاق لتبادل المحتجزين وهدنة مدتها 6 أسابيع.
وذكر أن الطرح الأميركي في المفاوضات يشمل أعداد وطريقة عودة النازحين جنوباً إلى شمال غزة، وعدد الأسرى الذين سيفرج عنهم من الجانبين، كما يشمل مقترحاً يخص ساعات وقف تحليق طائرات الاستطلاع ووقف القتال والبدء بالتفاوض حول المرحلتين الثانية والثالثة من التهدئة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
وفيما يتعلق بالمساعدات والخيام والبيوت المتنقلة، فلم تقترح الولايات المتحدة تغييرات لوجود توافق في المفاوضات السابقة بشأنها، واقتصر تدخل واشنطن بهذا الخصوص على طريقة توزيع المساعدات وإيصالها لمستحقيها والجهات المشرفة على ذلك.
ولفت المصدر إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من مراكز المدن سيستمر خلال الهدنة، مشيراً إلى أنه من المتوقع الإعلان عن تفاصيل الطرح الأميركي خلال ساعات.
وتنتظر "حماس" رد قيادتها في قطاع غزة، فيما من المنتظر أن يرد الجانب الإسرائيلي على المقترح الأميركي خلال 48 ساعة بحسب المصدر.
وعُقدت جولة المفاوضات في القاهرة، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ووفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، ووفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية.