تبدو قائمة الأهداف التي يمكن أن تستخدمها إيران للرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق طويلة. هناك الكثير من القنصليات والسفارات الإسرائيلية في المنطقة الممتدة من أذربيجان إلى قلب الخليج والشرق الأوسط.
لكن ثمة مخاطر كبيرة وحتمية مما قد يحمله الرد على الرد، والمشكلة تكمن هنا في أن أيّا من هذه الأهداف لن يحقق لها الغاية بأن تستعرض قوتها في الإقليم وتمنع هجمات إسرائيلية أو أميركية مشابهة.
المنطقة برمتها مقبلة على تطورات جديدة
الاستاذ في جامعة طهران والخبير في قضايا الشرق الأوسط مير قاسم مؤمني، قال إن المنطقة برمتها مقبلة على تطورات جديدة ومهمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "المجموعات والأشخاص الذين لديهم علاقة مع الجمهورية الإسلامية سيواجهون المزيد من الضغوط بهدف الابتعاد عن إيران".
وذكر مؤمني ان "اليوم هناك ضغوط على سوريا للعودة إلى الحضن العربي والجامعة العربية، وهذا يعني تقليص علاقات سوريا مع إيران، وهذا الضغط تم تطبيقه أيضاً على العراق، وفي حالة حزب الله اللبناني نرى أن لبنان أيضاً يشعر بالضغط نفسه".
وأضاف: "سوف تشتد هذه الضغوط في العام المقبل وبعد الانتخابات الأميركية، وستشهد الجماعات والأشخاص الذين لهم علاقات مع الجمهورية الإسلامية المزيد من الضغوط للنأي بأنفسهم عن إيران".
وعند سؤاله أنه في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة والهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، ما الذي يمكن توقعه لاستمرار حرب غزة؟ قال: "منطقة الشرق الأوسط حبلى بتطورات مهمة، أول قضية مهمة هي الانتخابات الأمريكية 2024 التي ستجرى بعد أشهر قليلة، ويمكن لكل من مرشحي هذه الانتخابات أن يلعب دوراً مهماً في التطورات العالمية في حال فوزه".
وبيّن: "إذا استمرت رئاسة بايدن سنشهد قرارات مهمة، وإذا دخل ترامب البيت الأبيض سيكون لدينا مسار مختلف في المنطقة فيما يتعلق بحرب غزة، والشرق الأوسط، والعلاقات العربية الإسرائيلية، وحلف شمال الأطلسي، وأوكرانيا، وغيرها من القضايا".
الناتو قد يتورط أيضًا في الحرب في أوكرانيا
وأضاف: "لقد تطورت الخلافات في أوكرانيا والأحداث تجري بوتيرة أسرع، لذلك هناك توقع بأن الناتو ربما يتدخل أيضًا في الحرب في أوكرانيا"، منوهاً: "هذا الوضع في حد ذاته يمكن أن يشكل مشكلة جديدة في عالم اليوم".
واوضح مؤمني: "فيما يتعلق بقضايا غزة والقضايا المتعلقة بلبنان وسوريا، فإن إسرائيل تقصف وتذبح الأبرياء في غزة تحت ذرائع مختلفة، ولقد خلقت إسرائيل الفرصة لتبرير عمليات الاغتيال والقتل التي نفذتها في سوريا ولبنان، وبعد اغتيال العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا الذين يحملون جوازات سفر سياسية ودبلوماسية وكانوا حاضرين كمستشارين رسميين، لا بد من القول إن إسرائيل تحاول توسيع الحرب، ونتنياهو شخصياً يحاول إبقاء نفسه مع الحرب بسبب ضغوط أمريكا والرأي العام والشعب في الداخل، وإن تطوير الحرب وعلم العدو الخارجي هو الأسلوب الذي اختاره نتنياهو".
وتابع الاستاذ في جامعة طهران: "يبدو أن الأشهر المقبلة ستشهد تطورات مهمة في المنطقة وفي العراق وسوريا ولبنان ومنطقة غزة"، موضحاً "إن إسرائيل، باستهداف القنصلية الإيرانية، أعلنت أنها لا تعترف بأي حدود ولا تؤمن بأي قواعد وأنظمة دولية، ولا تقبل حتى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأردف: "لقد أرسلت إسرائيل هذه الرسالة ليس فقط إلى إيران، بل إلى العالم بأنها ستهاجم متى وأينما تريد، وهذا الوضع يظهر ضعف المنظمات الدولية التي لا تستطيع إيقاف إسرائيل، وهناك قضية أخرى هي قضية غزة، حيث تسيطر إسرائيل على معظم قطاع غزة وتحتله، وهي بصدد تطهيره، وبسبب ضغوط المنظمات الدولية، تعتزم إسرائيل إدارة هذه القضية بطريقة أو بأخرى، لذا يبدو أننا سنشهد خلال الأشهر المقبلة تطورات مهمة في المنطقة وفي العراق وسوريا ولبنان ومنطقة غزة".
إيران لن تقع في لعبة نتنياهو
وأشار مؤمني إلى أن أحد جهود إسرائيل كان إدخال إيران في حرب مباشرة، وقال: "كان الهدف من الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق هو تشجيع إيران على شن هجوم مضاد، بحيث تقوم إسرائيل، تحت هذه الذريعة، بإجبار أميركا على الدخول في حرب مباشرة".
وأوضح "لحسن الحظ، وبعلم وذكاء السلطات الإيرانية، لم تقع البلاد في فخ الإسرائيليين، ومن حق إيران أن تنتقم لشهدائها، لكن في الوضع الحالي، لم تدخل إيران لعبة نتنياهو".
وتابع "إذا أصبح ترامب رئيساً، برأيي فإن قضية أوكرانيا وفلسطين ستحل عاجلاً لأن العرب اليوم يبحثون عن السلام في المنطقة ويريدون تحقيق التنمية المنشودة، والحرب في غزة وفلسطين عائق أمامهم، ويمكن لهذه المجموعة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على تشكيل الدولة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية رسميًا".