يقابل التوتر الميداني احتقان من نوع آخر من الشارع اللبناني، وذلك على خلفية التداعيات المستمرة لجريمة خطف وقتل منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان وما تلاها من استهداف للنازحين السوريين أو مراكز للحزب السوري القومي الاجتماعي، وسط مطالبات ومساعٍ لضبط النفس وتنفيس الاحتقان.
وكان يوم لبنان أمس حزيناً حيث جرى تشييع سليمان في مدينة جبيل وقرى قضاءها، في وقت دعا فيه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في القداس الجنائزي المسؤولين إلى معرفة أهداف الجريمة ومن يقف وراءها، مشيداً بدور الجيش والأجهزة الأمنية. بدوره شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على عدم التصعيد، معتبراً أن "المواجهة ليست بالثأر ولا ردة فعل، وليست طائفية أو مناطقية أو عرقية بل هي الانتقال من الواقع المؤلم والمرير إلى الموقع المرتجى".
النائب السابق ماريو عون اعتبر في اتصال مع جريدة "الأنباء" الالكترونية أن "الخطاب التهدوي الذي تميّز به حزب القوات منذ وقوع جريمة سليمان إلى يوم وداعه مردّه إلى الوعي للعواقب التي قد تحصل من توتر في البلد في حال استخدامهم لغة أخرى"، وأمل عون "الاستمرار في التعقل لأن اللجوء إلى الخطابات النارية والإستفزازية يعني أن لبنان يتجه إلى الخراب أكثر وأكثر".
المرحلة دقيقة وآخر ما يحتاج إليه البلد هو الفتن المتنقلة والمصير الأسود الذي قد تقود البلد إليه، فيما المطلوب هو إيجاد السبيل للخروج من أزمته السياسية وتجنب التدحرج الى حرب، وذلك من أجل الوصول إلى برّ الأمان بحسب "الأنباء" الإلكترونية.