حققت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، كسراً للجمود، وبدا الملف الرئاسي على طاولة الاهتمام العربي والدولي بمعزل عن مجريات العمليات الحربية، سواء في غزة، او جبهة الجنوب كما حدّ من ساحات جبهات المساندة وفق ما ورد في "اللواء".
وأوضحت أوساط سياسية لـ"اللواء" أن لقاءات أعضاء اللجنة الخماسية مع القيادات اللبنانية لم تتناول أية أسماء ولا يزال البحث أولياً في سياق التداول بأفكار تساهم في جعل الملف الرئاسي ينشط، حتى أن سفراء الخماسية كانوا مستمعين أكثر لمقاربات الكتل النيابية دون وضع سقف زمني لأن التفاهم يبقى الأساس.
إلى ذلك، رأت الأوساط نفسها أنه بانتهاء لقاءات هذه اللجنة، فإن بيانا أو موقفا قد يصدر عنها بشأن الخطوات المقبلة،وقد تختار أحد السفراء لشرح واقع الأمور إلا إذا اتخذ القرار بعدم الإدلاء بأي موقف قبل رفع نتيجة هذه اللقاءات إلى الدول التي يمثلون، ومن هنا لا بد من انتظار حصيلة المواقف ولاسيما التي تصدر عن نواب قوى الممانعة والمعارضة .
على صعيد آخر توقعت الأوساط نفسها اشتداد الخلاف بين هذه القوى على خلفية ملف الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما بات التمديد للمجالس البلدية والإختيارية يقترب من الإنجاز.
المحطة الأبرز، كانت لسفراء الخماسية في بنشعي، حيث التقى السفراء: علاء موسى (مصر)، والشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني (قطر)، وهيرفيه ماغرو (فرنسا)، وليزا جونسون (الولايات المتحدة الاميركية).
ولم يحضر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، لأسباب صحية، وحضر الى جانب فرنجية النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي.
ماذا دار في اللقاء؟
وفقاً لما رشح، لم يعقد اللقاء مع فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً، بل بصفته قطباً سياسياً مارونياً، خاض تجربة الترشح، ونال 51 صوتاً مقابل 59 صوتاً لمنافسه الوزير السابق جهاد ازعور.
تركزت المناقشات حول:
1- علاقة فرنجية بحزب الله وعما اذا كان ملتزماً بأجندة الحزب، فيما لو انتخب رئيساً؟
2- مدى استعداد فرنجية للانسحاب لمصلحة مرشح ثالث، ما دامت فرصته للرئاسة لم تكن موفقة، او هي غير موفقة في المستقبل.
3- نظرته لوضعية لبنان العربية والاصلاحات التي يمكن ان يتضمنها برنامجه الرئاسي.
وقال مصدر مطلع لـ"اللواء" ان الجلسة كانت اشبه "بامتحان من اللجنة لفرنجية"، واتسمت المداخلات والاجوبة بالسلاسة والهدوء، لكنها لم تصل الى نتيجة، يمكن البناء عليها.
سمع السفراء من فرنجية ان وحدة الدولة والانتماء العربي للبنان والانفتاح هي العناوين الاساسية لبرنامجه الرئاسي.
وقال فرنجية انه على استعداد للتعاون والتجاوب مع اية طروحات، شرط ان تخدم وحدة لبنان.
وقدم فرنجية برنامجه الرئاسي للخماسية والاصلاحات التي يسعى اليها، مقابل سؤال اللجنة عن امكانية انسحابه لصالح المرشح الثالث في حال عدم قدرته على تغيير نتيجة جلسة 14 حزيران الماضي.
وحول علاقته مع حزب الله رد فرنجية بأن دور "الحزب وطني ولا وقت للنقاش بسلاحه بل المطلوب هو دعمه في وجه العدو الاسرائيلي".
ثم زار السفراء، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في الموضع عينه، وكشف السفير موسى ان الاجتماع تميز بالايجابية، فيما شكر الجميل سفراء الدول الخمسة، معتبراً ان المرشح التوافقي غير موجود لتاريخه، لأن حزب الله متمسك بفرنجية، وأن فرنجية لم يكن ليستمر بترشحه لولا ضمانات حزب الله وحركة امل، مؤكداً ان ما لا نقبل به هو مندوب سامٍ، يقرر عن مستقبلنا ورئيس جمهوريتنا.
ومن الكتل التي زارها وفد السفراء تكتل "الاعتدال الوطني" وجرى بحث بالمقاربات الممكنة لإنجاز الاستحقاق، واوضح النائب وليد البعريني: اصبح لدينا وضوح اكثر حول كيفية توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو الى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية.
ويزور سفراء "الخماسية" عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في منزله في البياضة، بصفته السياسية ايضاً بحسب "اللواء".