في مقابلة مطولة مع الاعلام التركي الناطق بالعربية، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "اسرائيل تريد من حماس والمقاومة أن توافق على خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي بحيث يشرعنون الاحتلال في القطاع أو جزء منه، وهذا لا يمكن أن يحدث، ويجب أن يتم الانسحاب الكامل من قطاع غزة".
وقال: "الاحتلال لا يريد عودة النازحين إلى شمال القطاع وإلى مناطق سكناهم، ويوافق فقط على عودتهم بشكل تدريجي وبأعداد محدودة، وهذا أيضًا لا يمكن أن يتم. كما أنه لا يريد أن يمنح الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويرفض تقديم أعداد كبيرة، ويريد التحكم فيها، بينما يواصل اعتقال حوالي 14000 معتقل جديد منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر من الضفة الغربية وقطاع غزة".
وتابع: "الذي يعرقل التوصل لاتفاق هو الاحتلال "الإسرائيلي"، وكذلك الإدارة الأميركية التي تتبنى رؤية إسرائيلية وتدعمها في كل مرة من دون ممارسة أي ضغط عليها للاستجابة للمطالب المنطقية والصحيحة، عندما يوافق الاحتلال على هذه المطالب، سنكون جاهزين لتوقيع الاتفاق".
وأشار الى أنه "قدمت حماس هذه الدول كضامنات للاتفاق، مصر وقطر، وأيضًا تركيا وروسيا والأمم المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.لكن في كل مرة، يرفض "الإسرائيلي" أن تكون تركيا وروسيا ضمن الدول الضامنة، ولذلك نحن متمسكون بذلك رغم الرفض "الإسرائيلي".
وأضاف: "منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر اعتمد الاحتلال استراتيجية تبدأ بالقصف الجوي الواسع في قطاع غزة، ثم الدخول البري، ثم ما يسمى بالمرحلة الثالثة وهي القتل الانتقائي، بالإضافة إلى استخدامه للحصار العسكري والإنساني لقطاع غزة بشكل عام، ولقد دمر كل شيء، من مستشفيات ومدارس وجامعات إلى البنية التحتية والمخابز والصيدليات ومصانع الأدوية، فلم يبقَ شيء على الإطلاق. ونتيجة لذلك، مرت غزة وشمال القطاع بأكثر من خمسة أشهر دون أن يدخل إليها أي شيء، مما دفع الاحتلال إلى استخدام سلاح التجويع لكسر إرادة الناس وللضغط عليهم من أجل الهجرة من الشمال إلى الجنوب، وبالتالي تفريغ غزة والشمال واعتبارهما منطقة أمنية أو جزءًا من الغلاف الذي تفرضه السلطات "الإسرائيلية".
وقال: "المستقبل للمقاومة في غزة ما زالت ثابتة وصامدة، وهي تقاوم وتدافع عن شعبنا الفلسطيني، ومنذ 7 تشرين الاول/أكتوبر وحتى الآن، هي في موقع الاقتدار وقدمت شيئًا يشبه المعجزة في الهجوم والمعجزة في الدفاع، سواء كان ذلك في 7 تشرين الأول/أكتوبر أو خلال الثماني أو السبعة أشهر الماضية".
وتابع: "المقاومة مستمرة في مقاومة الاحتلال في كل المحاور، باستخدام أساليب متنوعة، بخطط دفاعية وخطط هجومية، ولديها قدرة عالية جدًا على التعامل مع الأوضاع الميدانية والمستجدات الأمنية، وأثبتت هذه المقاومة أن لديها إرادة قوية لا تلين، تستمدها بعد الله عز وجل من إرادة شعبنا وإرادة هذه الحاضنة الشعبية في غزة".
وعن مشاركة الحوثيين، قال: "لم يكن أحد يتصور أو يعتقد أنه ممكن أن يكون من اليمن مثل هذا العمل الذي يتعلق بالبحر الأحمر والضغط الهائل جدًا الذي يمارسه الإخوة على حركة الملاحة المتجهة إلى الكيان، وهذا له تأثيراته الواضحة جدًا على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى اقتصاد الشركات المتعاملة والسفن المتعاملة معه بشكلٍ أو بآخر".
وأضاف: "التطور الذي جرى على المواجهة بين إيران وبين إسرائيل، يدلل على أن رقعة المواجهة تتوسع في الإقليم سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسوريا وصولًا إلى إيران. وكل ذلك مرتبط باستمرار العدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة، وأعتقد أنه في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة، بالتأكيد أن هذه الجبهات ستشهد هدوءًا. وليس سرًا بأن إيران تقدم دعمًا عسكريًا وماليًا للمقاومة في فلسطين، وكذلك تقنيًا، وهذا أمر معروف منذ سنوات، ولديها أيضًا استراتيجية وسياسة استمرار هذا الدعم في ظل طوفان الأقصى والعدوان على غزة".