يعاني الزعيم الشيشاني رمضان قديروف "من علة صحية قد تكون مميتة" بحسب ما قالت وسائل إعلام روسية معارضة، أجمعت أيضا بأن حالته المرضية دفعت بالكرملين إلى البحث عن خليفة له للحفاظ على تماسك المنطقة الشيشانية المضطربة.
قديروف، هو مقاتل انفصالي سابق، ويحكم الشيشان نيابة منذ 2007 عن الرئيس بوتين منذ بلغ الثلاثين، وهو الحد الأدنى لسن المنصب. وقد اتهمته جماعات حقوق الإنسان الروسية، كما ودول غربية، بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بينها تعذيب منتقديه شخصيا، اضافة الى تطهير عنيف للمثليين في الشيشان. وهو أيضا أحد أبرز المؤيدين للغزو الروسي لأوكرانيا.
أما عن وضعه الصحي، فقالت مصادر طبية لصحيفة روسية معروفة بتغطيتها للشؤون السياسية والاجتماعية الروسية الحرجة، هي Novaya Gazeta Europe الصادرة 3 مرات بالأسبوع خارج روسيا، إن قديروف تم تشخيص إصابته في 2019 بالتهاب حاد في البنكرياس، احتدم عليه في الأشهر الأخيرة. كما المحتمل أنه أصيب بفشل كلوي حاد أيضا، مع تراكم سوائل في رئتيه.
وفي محاولة واضحة لنفي ما ورد بالصحيفة، بث حساب قديروف في Telegram الاثنين الماضي مقطع فيديو له وهو يترأس اجتماعا لمسؤولين في عاصمة الشيشان، غروزني، لكنه بدا فيه هزيلا ومتعلثما بكلامه، ويواجه صعوبة بتحريك جسمه. كما بث أحد حلفاءه في وقت لاحق مقطع فيديو، يظهر فيه وهو يمارس تمارين في صالة رياضية، الا أن مبحرين في وسائل التواصل وجدوه يرفع أوزانا خفيفة تبلغ 7 الى 14 كيلوغراما، بدلا من ثقيلة كعادته.
وكانت التكهنات حول صحة قديروف تصاعدت في شباط/ فبراير الماضي بشكل خاص، عندما لم يتمكن من حضور خطاب حالة الأمة الذي ألقاه بوتين في موسكو ذلك الوقت، وهو أحد أهم الأحداث في التقويم السياسي الروسي.
ويقول منتقدو المعارضة إن بوتين يسمح لقديروف بإدارة الشيشان، البالغ سكانها مليون و400 ألف، معظمهم مسلمون، كما وكأنها إقطاعيته الشخصية مقابل الحفاظ على استقرارها الهش، وهي التي شهدت حربين مدمرتين من أجل الاستقلال ضد روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، لذلك فاذا أصبح قديروف عاجزاً، فهناك احتمال أن يجتاح العنف الانفصالي الأرض الشيشلنية مرة أخرى.
وكان قديروف وصل إلى السلطة بعد مقتل والده أحمد قديروف خلال هجوم إرهابي في 2004 بغروزني. وكان بعمر 18 عاما حين التقى ببوتين في الكرملين بعد تعيينه وزيرا للشباب، فأعدته من وقتها موسكو للسلطة "المرجح أن تعيّن Apti Alaudinov الحامل لقب "بطل روسيا" والقائد البارز لكتيبة شيشانية، خلفاً له إذا لم يتمكن من الاستمرار بالخدمة، وفقا لما ورد في تقرير نشرته عنه صحيفة "التايمز" البريطانية أمس الثلاثاء.