سلطت عدسة "واس" الضوء على أبرز وأشهر المعالم السياحية التي تتميز بها محافظة جزر فرسان، التي جعلتها مقصداً للسياح والمستثمرين لما تضمه من إمكانات سياحية متميزة ومواقع جذابة وأماكن أثرية.
وتعد قرية "القصار" الواقعة على بعد 5 كيلومترات فقط من جزيرة فرسان الكبرى ، إحدى أهم المواقع السياحية الجميلة التي يحرص أهالي المنطقة والقادمون إليها على الذهاب إليها والاستمتاع بتأمل جمال وتاريخ القرية السياحية التي تزخر بإرثها على مر السنين ، حيث تمثل مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل عنصر جذب سياحي يقصدها السياح والزوار سنوياً .
وتشهد القرية حالياً تزامناً مع مهرجان " الحريد الـ20 "، توافد العديد من الزوار من أهالي فرسان وجازان وغيرهما من مدن ومناطق المملكة بل من خارجها للوقوف على ما تشتمل عليه من معالم تراثية وسياحية وترفيهية شعبية.
ويقف الزائر لقرية القصار على تراث "الأرخبيل"، عبر المطاعم والمقاهي الشعبية ومعرض الحرف البحرية ومتحف للتراث الفرساني ومحال بيع المنتجات الفرسانية التراثية التي يقوم بها عدد من الأسر المنتجة إضافة للعديد من الفعاليات والبرامج الترفيهية والثقافية المصاحبة لمهرجان الحريد.
وتعود أهمية القرية إلى كونها منتجعاً صيفياً نظير ما تميزت به من اعتدال في الجو على مدار العام وكثرة النخيل والأشجار المعمرة ووفرة المياه العذبة المتوافرة بعدة آبار حفرت بالقرية لأغراض الشرب وري المزارع.
ومن أبرز آثار "القصار" بئر "عابدة" التي تقع بالمدخل الشمالي للقرية، إضافة إلى بعض المحال الصغيرة "الدكاكين" التي كانت تباع فيها احتياجات القرية من المواد الغذائية، وموقع بيع السمك الذي عادة ما يجلب إليه الصيادون أسماكهم كل صباح.
وتكمن الميزة النسبية لقرية "القصار" في أنها خصصت منذ أول يوم أنشئت فيه لقضاء فترة الصيف، حيث قام الأهالي ببناء منازلهم بشكل منظم روعي فيه تجاور المنازل التي يزيد عددها على 400 منزل وتوزيعها على خمس حارات تفصلها ممرات لا يتجاوز عرضها ثلاثة أمتار، وصلت جميعها بطريق رئيس يخترق القرية من الشمال إلى الجنوب، مروراً بجامع القرية وساحة الأفراح والمناسبات التي لا تخلو من مناسبة أو اجتماع أو استقبال ضيف يكون محل الاحتفاء والتكريم من قبل الجميع طوال فترة إقامته.
وفي "القصار" كان الفرسانيون يحيون مناسبات الزواج التي كانت تؤجل لمدة عام حتى يحل موسم الرحيل في فصل الصيف لقرية القصار فيما عرف بموسم "الشدة "، حيث تتوافر المياه وثمار وظلال النخيل وساحة القرية والمنازل التي بنت جدرانها من الحجارة المتوافرة بنفس الموقع، وسقف من أخشاب وسعف الدوم والنخل، وزينت أفنيتها بأصداف البحر ذات اللون الأبيض ، فيما يعرف بالبطاح الذي يفرش به كامل مساحة الأسوار المحيطة بالمنزل التي بنيت أيضاً من الأحجار وزينت بالنقوش الفرسانية البديعة.
كما تحظى غابة "القندل" وأشجار "المنجروف" بزيارات يومية من قاصدي الجزر البديعة ، لما تمتاز به من مواقع سياحية جميلة ، تنشط بها النزهات البحرية اليومية ، إلى جانب زيارات لكثير من المواقع السياحية مثل "محمية الغزلان" و"منتزه الدانة" و"منتزه الحصيص" ، و"الجسر الرابط بين جزيرة فرسان وقراها" .
ولا يفوت الزائرون لفرسان فرصة زيارة المواقع الأثرية بالجزيرة الكبرى مثل "بيت الرفاعي" التاريخي و"جامع النجدي" الأثري و"القلعة الرومانية" ، وغيرها من المواقع الأثرية .