على الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ووسط تأكيد الأمم المتحدة عدم وجود أماكن آمنة في كامل القطاع يلجأ إليها النازحون من رفح، طالبت إسرائيل بإخلاء المزيد من الأحياء في المدينة.
فقد أصدر الجيش الإسرائيلي السبت، ما وصفه بالتحذير الخطير، داعياً السكان والنازحين في مخيمات رفح والشابورة والأحياء الأداري، والجنينة وخربة العدس في بلوكات 6, 7, 8, 9, 17, 25, 26, 27 و 31 إلى إخلائها فورا، كونها "مناطق قتال خطيرة"، وفق تعبيره.
ولعل هذا التطور قد دق ناقوس الخطر، ودفع الولايات المتحدة للتدخل مجدداً لوقف العملية، حيث أفادت 4 مصادر مطلعة بأن واشنطن عرضت على تل أبيب تقديم معلومات استخباراتية حساسة لمساعدتها على تحديد موقع قادة حماس والعثور على الأنفاق، مقابل التراجع عن عملية اجتياح واسع لرفح، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
وأفاد التقرير بأن المساعدة الأميركية ستشمل تقديم معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع قادة حركة حماس والعثور على أنفاق الحركة المخفية.
أيضاً كشف أن المساعدة ستعمل على توفير الآلاف من الملاجئ حتى تتمكن إسرائيل من بناء مدن الخيام والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء.
وأضافت الصحيفة أن هذه المساعدات تهدف إلى تمكين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح من الحصول على مكان صالح للعيش، حسبما قال المسؤولون الأميركيون.
كما أوضح التقرير أن العروض الأميركية جاءت خلال المفاوضات التي جرت على مدى الأسابيع الماضية بين كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين حول حجم ونطاق العملية في رفح.
أتت تلك التطورات بعدما أفادت مصادر مطلعة أمس بأن الحكومة الإسرائيلة المصغرة اتخذت قرارا "بتوسيع عملياتها العسكرية في رفح، بشكل محدود"، بما لا يتجاوز الخط الأحمر الذي رسمته الولايات المتحدة سابقا.
وتعهدت إسرائيل بالدخول إلى رفح "بالقوة المفرطة"، واتخذ رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الأسبوع الجاري، عدداً من الخطوات التي أثارت مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية تنفيذ الاجتياح الموعود منذ فترة طويلة.
فيما فر أكثر من 110 آلاف من الفلسطينيين من المدينة المكتظة بالنازحين منذ الاثنين الماضي.
يذكر أن ملف اجتياح غزة الذي تتمسك إسرائيل به من أجل "هزيمة حماس"، وفق اعتقادها، كان وتر العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل غير مسبوق .