تجددت المعارك العنيفة بين الدعم السريع من جهة والقوات المسلحة وحركات الكفاح المسلحة بالاتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر منذ فجر اليوم، واستمرت لساعات طويلة مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى وسط المواطنين ونقلوا الى المستشفى الجنوبي لتلقي العلاج.
وكشف صحفيون من الفاشر لراديو دبنقا فضلوا حجب أسماءهم لأسباب أمنية، إن الطيران الحربي شن قصفا جوياً على المدينة فجر اليوم مما أدى لمقتل وإصابة مدنيين جاري حصرهم. وتصاعدت سحب الدخان في سماء المدينة جراء المعارك العنيفة وتبادل القصف المدفعي.
وأشاروا إلى استمرار الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي إلى حين نشر هذا الخبر، ونبهوا إلى مقتل سبعة اشخاص من بينهم امرأة وطفل اربعة امرأة وطفل. وأكدوا إخلاء مستشفى الفاشر للأطفال فجر اليوم إثر سقوط قذائف خلال الغارة الجوية، وأوضحوا إن الأطفال المرضى يفترشون الأرض بالأحياء تحت الأشجار إثر إخلاء المستشفى كما أدى القضف الجوي لتدمير منزلين بحي السلام والوحدة وأدى لمقتل ست اشخاص وجرح ثمانية. ويذكر أن احياء السلام والوحدة ومستشفى الأطفال تقع في الاتجاه الجنوبي لمدينة الفاشر. التي كانت بعيدة عن مناطق الاشتباكات خلال الفترة الماضية.
دعوات لعدم الخروج من المنازل
من جهتها، قالت حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، في صفحتها على فايسبوك يوم الأحد، إن قوات الدعم السريع حاولت مجدداً الهجوم على مدينة الفاشر من الشرق والشمال والجنوب بصور عشوائية واتهمتها بقصف المناطق المأهولة بالمدنيين بالأسلحة الثقيلة مع وجود قناصين في الناحية الشرقية والجنوبية للمدينة.
وأوضحت إن القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلحة وقوات الشعب المسلحة للهجوم ووجهت نداءاً للمواطنين للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلى الشوارع والتجمهر فيه كما دعت المواطنين خارج المنازل لاستخدام السواتر والانتباه عند السير في الطرقات الطرقات خاصة المناطق المذكورة.
قلق أممي
أعلنت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي عن مخاوفها بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة في اشتباكات بمدينة الفاشر في دارفور.
ودعت سلامي جميع الأطراف لتجنيب المدينة المزيد من القتال، مؤكدة أن العنف يهدد حياة أكثر من 800 ألف شخص يقيمون هناك.
وتشير إلى أن تصاعد العنف في جميع أنحاء الفاشر يؤدي إلى إعاقة التدفق المستمر للمساعدات والسلع، مما يدفع الناس إلى حافة المجاعة، بجانب استنفاد قدرة المرافق الصحية بشدة. وأكدت أنه من “المفجع رؤية هذا الكابوس يتكشف، حيث يستمر الصراع في الانتشار ليشمل أجزاء كبيرة من البلاد، حيث يدفع المدنيون رجالا ونساء وأطفال أرواحهم”.
وأعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد خدة الاشتباكات في الفاشر وقال تدوينة على منصة إكس أن نيران الحرب في السودان تهدد بابتلاع.المدينة وأضاف: إن شعب دارفور بحاجة إلى المزيد من الغذاء، وليس إلى المزيد من القتال. ويجب على الأطراف أن تفي بالتزاماتها بالحفاظ على سلامة المدنيين ووقف التصعيد على الفور.
وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والإيغاد وعدد كبير من الدول حذروا من الهجوم على مدينة الفاشر التي يسكنها 800 الف شخص وبها عدد كبير من مراكز الإيواء ومعسكرات النازحين.
ومع تزايد حدة المعارك، تشهد مدينة الفاشر تذبذبا في الاتصال خاصة في الاتجاه الشمالي للمدينة مما يحول دون تواصل الأسر مع ذويها.