انطلق مهرجان كان السينمائي بدورته السابعة والسبعين بمشاركة كوكبة من نجوم الفن السابع بينهم أسطورة هوليوود ميريل ستريب البالغة 74 عاماً.
وتُعدّ ستريب (74 عاما) من أشهر الممثلات في تاريخ هوليوود، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.
وتزخر مسيرتها المهنية بالكثير من الأعمال الناجحة، بينها "ذي دير هانتر" "The Deer Hunter" و"آوت أوف أفريكا" "Out of Africa" و"كرايمر فرسس كرايمر" "Kramer vs Kramer"، فضلا عن أفلام محببة للعائلات مثل "ذي ديفل ويرز برادا" "The Devil Wears Prada" و"ماما ميا!" "Mamma Mia!".
لكنها للمفارقة لم تشارك في مهرجان كان سوى مرة واحدة، مع فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "إيه كراي إن ذي دارك" عام 1989.
وستلتقي ستريب في كان مجدداً بغريتا غيرويغ التي شاركت النجمة الهوليوودية في فيلمها "ليتل ويمن" سنة 2019.
وتخطو غريتا غيرويغ، التي أصبحت أول مخرجة تحقق أكثر من مليار دولار من خلال فيلم "باربي"، خطواتها الأولى كرئيسة للجنة تحكيم مهرجان كان الثلاثاء، في مؤشر جديد إلى تبدل موازين القوى في عالم الفن السابع.
السعفة الذهبية لميريل ستريب
وبعد أن قدمتها الممثلة الفرنسية جوليت بينوش تعالى التصفيق حيث استقبلها صناع السينما في مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار لمدة عشر دقاق وعبثا حاولت ميرل ستريب أن توقف تصفيق الجمهور لكنها في كل مرّة تفشل ويصر جمهور كان على الاستمرار بالتصفيق المستمر، وقالت لها الممثلة جوليت وهي تبكي "أنت تمثلين النموذج الخالد بالتمثيل لكل الأجيال وتعلمنا منك وسنظل نتعلم منك وقدمتِ صورة جميلة للمرأة وهي تقدم بكل اللهجات شخصيات مختلفة".
وتناولت الحديث ميريل ستريب وقالت وهي تخاطب كان المدينة والمهرجان "تغيبت عن الحضور عن كان 35 عاما وأعود إليها الآن وهي تحتفل بالسينما وشكرت إدارة المهرجان ثم سلمتها بينوش السعفة الذهبية وأعلنتا سوية افتتاح الدورة الـ77.
وتضم اللجنة أيضاً أسماء شهيرة أخرى، من أمثال الممثل الفرنسي عمر سي أو الممثلة الأميركية المنتمية إلى السكان الأصليين ليلي غلادستون التي لفتت الانتباه قبل عام في مهرجان كان من خلال مشاركتها في فيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، وأيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
السجادة الحمراء
وسار على السجادة الحمراء أيضاً نجوم فيلم الافتتاح "لو دوزييم أكت" للمخرج كانتان دوبيو، والذي يُطرح في الوقت نفسه في صالات السينما، وهم الفرنسيون ليا سيدو ولوي غاريل وفنسان لاندون ورافاييل كينار.
وقد حمل افتتاح المهرجان أخبارا سارة لمحبي السينما، مع إمكانية وصول المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي حُكم عليه أخيراً في طهران بالسجن خمس سنوات، إلى المهرجان غداة إعلانه مغادرته إيران "سراً".
وقال تييري فريمو للصحفيين إن "وزارة الخارجية الفرنسية" تساعدنا في ضمان نقله إلى مهرجان كان، ونأمل أن يُعرض الفيلم بحضور مخرجه".
ومن المقرر أن يُعرض فيلمه دانه انجیر مقدس The Seed of the Sacred Fig أي بذرة التين المقدس في اليوم الأخير من المسابقة في 24 أيار/مايو الجاري، عشية حفلة توزيع الجوائز.
العنف الجنسي بالسينما
واحتل أيضا موضوع العنف الجنسي هذا العام موقعاً رئيسياً في النقاشات في عالم السينما، بعد سبع سنوات من انكشاف فضائح المنتج الأميركي هارفي واينستين، وبعد خمسة أشهر من إعلان الممثلة الفرنسية جوديت غودريش الصوت ضد الاعتداءات الجنسية في السينما الفرنسية.
وأكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو " العامة أن "جوديت غودريش تجعل من معركتها لفتة سينمائية وليست معركة شخصية".
وقد طالبت 100 شخصية، بينهم ممثلاث شهيرات من أمثال إيزابيل أدجاني وإيمانويل بيار وجولييت بينوش، بقانون شامل ضد العنف الجنسي في فرنسا.
حضور لافت لأول مرة للسينما السعودية
نخبة كبيرة من صناع السينما في العالم من مخرجين وممثلين ومنتجين أيضا يتنافسون في هذه الدورة حيث سيتم عرض 22 فيلما لمخرجين كبار، أبرزهم فرانسيس فورد كوبولا الذي يعود لهذا العرس السينمائي بفيلمه الضخم المثير للجدل "ميغالوبوليس". وتسجل هذه النسخة حضورا عربيا لعل أهمها أول مشاركة للسعودية بفيلم "نورة" ضمن "نظرة ما" وقد حضر طاقم الفيلم الذي سيحتفى به بعد عرض الفيلم الجمعة المقبلة من قبل صناع السينما الفرنسية والعالمية.
هذه الدورة تجري في ظروف غير عادية يمر فيها العالم نتيجة الحرب في أوكرانيا وغزة أيضا فيما أظهرت كل محاولات المجتمع الدولي فشلها حتى الآن في طي هذه المرحلة البالغة التوتر والانتقال لأخرى في أجواء من السلم والتعاون.
وهذا الوضع يفسر الاختيار الذي استقر عليه المهرجان في تبني ملصق رسمي، مقتبس من فيلم "رابسودي في أغسطس" للمخرج الياباني الكبير أكيرا كوروساوا، كشعار للدورة يحمل الكثير من الرمزية بلغة بصرية شاعرية، تحيلنا إلى حد ما إلى واقعنا الدولي.