حدد رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة، نجيب ميقاتي، خلال مقابلة خاصة مع قناة "الشرق"، الجمعة، أربع ملفات أساسية تأتي على رأس جدول أعمال حكومته، وهي: "مواجهة جائحة كورونا، وإعادة إعمار مرفأ بيروت، والإصلاحات بشكل عام، والانتخابات النيابية".
وقال ميقاتي لـ"الشرق": "أمامنا 8 شهور من العمل الجاد لتحقيق ما نستطيع من إنجازات"، مشيراً إلى أن "إجراء محادثات مع صندوق النقد الدولي" ستكون إحدى المهام المكلفة بها حكومته.
وأضاف: "سنبدأ مخاطبة الهيئات والصناديق الدولية، من أجل إعادة الانفتاح على دول العالم بعد فترة انقطاع في الفترة الأخيرة".
"العودة للمحيط العربي"
ورداً على سؤال بشأن أول شخصية عربية سيتواصل معها عقب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، قال ميقاتي: "سنعمل على إعادة التواصل مع محيطنا العربي، سأتصل بالجميع، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، لوقف الانحدار الحاصل في لبنان".
وتابع: "يلزمنا أشياءً سريعة وسأطلبها من أشقائي في الدول العربية، دول مجلس التعاون الخليجي، فنحن حريصون على التنسيق والتعاون مع جميع الدول العربية، ولا يمكن إلّا أن نكون على علاقة وثيقة بها".
وأضاف: "أعي تمام ملاحظات بعض الدول العربية، ولا يمكن للبنان إلاّ أن يكون البلد الآمن للدول العربية، وأعدهم بذلك".
"مسؤولية السياسيين"
وعن العراقيل التي واجهته خلال تشكيل الحكومة، قال نجيب ميقاتي: "من يريد تعطيل الحكومة فليخرج منها"، متابعاً: "أؤكد أنه لا يوجد لأي فريق الثلث (المعطّل) سواء كان مقنعاً أو غير ذلك، فأنا أعلم تركيبة حكومتي تماماً، ونعمل كفريق عمل واحد".
وبشأن خطته الإصلاح الاقتصادي، قال رئيس الحكومة الجديدة: "هذه الخطة حاضرة، ولكن لا أستطيع عرضها إلاّ بعد موافقة مجلس الوزراء". وتابع: "خطتنا الإنقاذية موجودة وسنعمل على تحقيقها، وتشمل 8 بنود أساسية للإصلاحات".
وفي ما يتعلق باختيار وزير المالية الجديد (يوسف خليل)، نظراً لكونه أحد أعضاء الهندسة المالية المثيرة للجدل في"مصرف لبنان"، قال ميقاتي: "وزير المالية لديه الخبرة بالأمور المالية كاملة، وليس الوحيد الذي سيقرر، ولكن لدينا كل الثقة به لإحداث التغيير".
وشدد على أن "المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق السياسيين الذين لم يقوموا بأي إصلاح، وكانوا في حالة مناكفات، ويلقون باللوم على مصرف لبنان، وبالتالي، فإن المصرف ليس الوحيد المسؤول عن الأزمة الحالية".
"الإصلاحات تحتاج وقتاً"
وأشار ميقاتي إلى أنه سيسعى إلى "العمل على إيقاف الهبوط الحر الذي يشهده لبنان"، معتبراً أن بلاده "بحاجة إلى كل شيء". ولفت إلى أن "الإصلاحات في لبنان قد تتطلب وقتاً لحصد النتائج".
وقال: "نحتاج إلى عمل جاد لسد فراغ عقب 13 شهراً من التعطيل السياسي"، مشيراً إلى أن "كل لبناني يعي الأزمة الحالية الغنية عن الوصف والتي تحتاج إلى حلول".
وبشأن مساعدات صندوق النقد الدولي، قال ميقاتي: "نأمل إحداث تقدم في المحادثات مع صندوق النقد الدولي"، لافتاً إلى ضرورة تنفيذ شروطه التي من بينها: "تحرير سعر الصرف، ووقف الدعم"، موضحاً أن ذلك ما يحدث حالياً "فليس لدينا إمكانيات للدعم".
وأكد ميقاتي أنه "سيعمل على اتفاق مُرض مع صندوق النقد الدولي، على أن يكون جيداً للبنان".
وقال رئيس الحكومة اللبنانية: "سنعمل على ما يمكن إنقاذه من لبنان، سنحل الأزمات في أسرع وقت ولا أطلب فترة سماح 3 شهور أو 100 يوم، أطلب بدء العمل فوراً من أجل إصلاح الوضع المعيشي في البلاد".
وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، أعلن ميقاتي أنها ستجرى في موعدها. وقال: "لا أحد يستطيع القول إنه لا يريد انتخابات، يجب أن تحلص الانتخابات في وقتها وبلا تردد".
بلومبرغ الشرق