تصاعدت الخلافات داخل حكومة بينامين نتنياهو، بسبب إشكالية "اليوم التالي لحرب غزة"، بعدما جاهر وزير الدفاع يؤاف غالانت بمعارضته حكماً إسرائيلياً عسكرياً للقطاع، ومطالبته بحكومة فلسطينية، وهو ما رفضه نتنياهو بشده
من جانبه، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل بوضع خطة واضحة لمستقبل غزة التي تواجه احتمال حدوث فراغ في السلطة قد تملؤه الفوضى.
قرار سيئ
وقال غالانت في مؤتمر صحافي في تل أبيب: "طالبت بإيجاد بديل مختلف عن سلطة حماس في غزة لكن لم أحصل على إجابات"، مضيفاً أن "وجود قيادة عسكرية إسرائيلية في غزة قرار سيئ. هذا الحل سيكلف الكثير من الأرواح ويستمر لسنوات".
وشدد على أن إسرائيل "يجب ألا تحكم حياة المدنيين في غزة" قائلاً: "أدعو رئيس الوزراء إلى إعلان أننا لن نحكم غزة... لن أقبل أن تسيطر إسرائيل على غزة".
وأضاف غالانت خلال مؤتمر الذي بثه التلفزيون أنه، بعد اندلاع الصراع بفترة وجيزة في تشرين الأول (أكتوبر)، دعم خطة لتكوين إدارة فلسطينية جديدة ليست لها صلة بحماس، لكنها "لم تجد استجابة" داخل الحكومة الإسرائيلية.
لا أعذار
وسرعان ما جاء الرد من رئيس الوزراء المتمسك برفضه إقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أنه يتعين القضاء على حركة "حماس" أولاً لتمهيد الطريق لحكومة بديلة في غزة، وجدد رفضه تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع.
وقال: "لست مستعدًاً لاستبدال "حماستان" بـ "فتحستان"، والشرط الأول لما بعد الحرب هو القضاء على حماس والقيام بذلك دون أعذار".
ودعم بيني غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية رأي غالانت المعارض للسيطرة العسكرية على غزة. وقال غانتس في بيان مصور: إن وزير الدفاع "قال الحقيقة".
وأضاف: "مسؤولية القيادة هي فعل الصواب للبلاد، بأي ثمن.
وأثارت تصريحات غالانت غضب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي علق قائلاً: "أعلن وزير الدفاع فعلياً دعمه لدولة إرهابية فلسطينية كمكافأة للإرهاب وحماس".
وطالب سموتريتش حكومة نتنياهو بإقالة وزير دفاعه فوراً.
مطالب أميركية
في السياق عينه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنه يتعيّن على إسرائيل وضع خطة واضحة ومحددة لمستقبل قطاع غزة.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في كييف: "لا ولن ندعم الاحتلال الإسرائيلي، وبالطبع أيضاً لا ندعم حكم حماس في غزة. رأينا ما آلت إليه الأمور في كثير من الأحيان بالنسبة لشعب غزة وإسرائيل. ولا يمكن أيضاً حدوث فراغ في السلطة لأنّه قد تملؤه الفوضى".
وتابع: "من الضروري أن تقوم إسرائيل بما يلزم وتركز على المستقبل. ويجب أن تكون هناك خطة واضحة وملموسة، ونتطلع إلى أن تتقدم إسرائيل بأفكارها".
جهود سرية
وعلّق نتنياهو على حديث بلينكن قائلاً: "كل الحديث عن اليوم التالي، مع بقاء حماس كما هي، سيظل كلاماً بلا مضمون... خلافاً للمزاعم، انخرطنا منذ أشهر في جهود مختلفة لحسم هذه المشكلة المعقدة. بعض الجهود سرية ومن الجيد أن تكون كذلك".
وشدد قائلاً: "لن نسمح لهم بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوة".
وتتفق واشنطن وإسرائيل على أنه لا يتعين أن تظل "حماس" في إدارة غزة، لكنهما تختلفان على مسعى إسرائيل لتحقيق "نصر كامل" على حماس، بما في ذلك في مدينة رفح في جنوب القطاع، مع تحذير واشنطن من أي عملية كبيرة هناك قد تغامر بحياة الفلسطينيين النازحين الذين يتجمعون هناك.