استغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر لانتقاد إدارة جو بايدن السبت لـ"انعدام كفاءتها" وللتنديد بانسحاب "مروع" للولايات المتحدة من أفغانستان.
وقال ترامب في كلمة أدلى بها خلال تفقّده مقر شرطة نيويورك في الدائرة 17 إن "ما حصل أمر مروع".
وتابع "بدا الأمر كأننا تراجعنا، كأننا استسلمنا"، في إشارة إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الشهر الماضي عقب فرض طالبان سيطرتها على البلاد.
وأضاف "نحن لم نستسلم، أناسنا لم يستسلموا وبالتأكيد جنودنا لم يستسلموا".
وكان التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان قد بدأ في أواخر العام 2001 بعد الهجمات التي شنّها تنظيم القاعدة في الأراضي الأميركية مستهدفا برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاغون قرب واشنطن.
وكان تنظيم القاعدة قد وجد في أفغانستان إبان حكم طالبان ملاذا له، لكن الغزو الأميركي أطاح الحركة من الحكم بهدف تعقّب قادة التنظيم.
لكن طالبان ردّت على التدخل الأميركي بشن تمرد، وبعد عشرين عاما عادت إلى السلطة في خضم استكمال القوات الأميركية انسحابها من البلاد.
وفي عهده ابرم ترامب اتفاقا مع طالبان في شباط/فبراير 2020 نص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021 مقابل ضمانات أمنية من المتمردين.
لكن الانسحاب حصل في عهد بايدن الذي أرجأ موعد خروج الأميركيين من أفغانستان إلى 31 آب/أغسطس.
وسيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول مع انهيار الحكومة الأفغانية في 15 آب/أغسطس ما حصر المهلة الزمنية لانسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من البلاد بأسبوعين.
وشهد مطار كابول أكبر عملية إجلاء جوي في التاريخ تخلّلتها حوادث مؤسفة وسط تدفق آلاف الأفغان ممن تعاونوا مع دول الغرب إلى مطار العاصمة سعيا لمغادرة البلاد خوفا من انتقام طالبان.
وقتل عشرات المدنيين و13 جنديا أميركيا في تفجير انتحاري لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكان ترامب قد وجّه السبت رسالة بالفيديو قال فيها "إنه يوم حزين للغاية"، مضيفا إن ذكرى 11 أيلول/سبتمبر "تمثل حزنا كبيرا لبلدنا".
وتابع "إنه وقت حزين أيضا للطريقة التي انتهت بها حربنا على من تسببوا بمثل هذا الأذى لبلدنا الأسبوع الماضي".
وأضاف "زعيم بلادنا بدأ كأنه أحمق ولا يمكن السماح بحدوث ذلك".
وعزا ذلك الى "سوء التخطيط والضعف الهائل والقادة الذين لم يفهموا حقا ما كان يحدث".
وقال ترامب "استسلم جو بايدن وإدارته غير الكفؤة بهزيمة".
واضاف "سنناضل من أجل التعافي من الإحراج الذي تسبب به انعدام الكفاءة".
ولم يشارك ترامب في المراسم الرسمية التي أقيمت في نيويورك في ذكرى الهجمات والتي حضرها بايدن والرئيسان الأسبقان باراك أوباما وبيل كلينتون.
ويعود ترامب السبت إلى فلوريدا حيث سيتولى التعليق على نزال بين الملاكمين إيفاندر هوليفيلد، بطل العالم السابق للوزن الثقيل، ونجم الفنون القتالية المختلطة البرازيلي فيتور بيلفورت.
أ ف ب