دولي

تعرّف على كاليدونيا الجديدة وعلى الدور الفرنسي فيها

تعرّف على كاليدونيا الجديدة وعلى الدور الفرنسي فيها

اندلعت أعمال عنف دامية بداية الأسبوع الجاري، في إقليم كاليدونيا الجديدة جنوب المحيط الهادئ، بعد أن وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على إصلاحات انتخابية مثيرة للجدل، أثارت غضب مؤيدي الاستقلال.

ووفقاً لمسؤولين في الإقليم، وتقارير إعلامية فرنسية، قُتل 5 أشخاص بينهم رجلا شرطة، بينما أصيب أكثر من 300 آخرين، كما تم اعتقال أكثر من 130 شخصاً، منذ يوم الإثنين الماضي.

وفرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حال الطوارئ في كاليدونيا الجديدة، للحد من العنف المتصاعد، ودعا إلى "استعادة النظام في أسرع وقت ممكن"، وشدد في بيان على ضرورة استئناف الحوار السياسي، وطلب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأقاليم ما وراء البحار، دعوة وفود كاليدونيا الجديدة إلى باريس.

سبب النزاع

اندلعت الاحتجاجات تزامناً مع مداولات في الجمعية الوطنية الفرنسية، حول تعديلات في دستور كاليدونيا الجديدة. وينص الإصلاح الدستوري على توسيع الهيئة الناخبة، لتضم القوائم الانتخابية المقيمين منذ 10 سنوات.

ومن شأن التعديلات المقترحة، أن تسمح لعدد أكبر من السكان الفرنسيين بالتصويت في انتخابات الجزيرة، وهو ما يخشى أنصار الاستقلال من أن يقوض قدرة أصوات السكان الأصليين المعروفين باسم شعب "الكاناك".

ويؤيد معسكر غير المؤيدين للاستقلال الإصلاح، فيما يرى معسكر الانفصاليين أن باريس تسعى من خلال ذلك إلى "مواصلة التقليل من شأن شعب الكاناك الأصلي"، الذي كان يمثل 41.2% من سكان الجزيرة في تعداد عام 2019، مقابل 40.3% قبل 10 أعوام.

أين تقع كاليدونيا؟

كاليدونيا الجديدة واحدة من 5 مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي محور خطة الرئيس ماكرون لزيادة نفوذ بلاده في المحيط الهادئ.

وتقع كاليدونيا الجديدة في المياه الدافئة، جنوب غرب المحيط الهادئ، على بعد 930 ميلاً (1500 كيلومتر) شرق أستراليا، وهي موطن لـ 270 ألف شخص. ويعد 41% من سكان الإقليم من "الكاناك" الذين يعدون الشعب الأصلي، بالإضافة إلى 24% من أصل أوروبي، معظمهم فرنسيون.

تم تسمية الأرخبيل من قبل المستكشف البريطاني، جيمس كوك، في عام 1774، وضمته فرنسا عام 1853، واستخدم كمستعمرة عقابية حتى وقت قصير قبل مطلع القرن الـ 20.

وبعد الاستعمار الفرنسي في القرن الـ 19، أصبحت كاليدونيا الجديدة رسمياً إقليماً فرنسياً وراء البحار عام 1946. وبدءاً من السبعينيات، تصاعدت التوترات في الجزيرة، مع صراعات مختلفة بين حركات استقلال باريس وشعب الكاناك.

أهميته لفرنسا

وتعتبر كاليدونيا الجديدة، ثالث أكبر منتج للنيكل في العالم، وتقع في قلب منطقة بحرية معقدة جيوسياسياً، حيث تتصارع الصين والولايات المتحدة على السلطة والنفوذ في مجالي الأمن والتجارة.

ويعد الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ، استراتيجياً لفرنسا الساعية إلى تعزيز نفوذها في آسيا من جهة، فضلاً عن كونه مكاناً غنياً بالنيكل والمعادن، التي تعد أساسية لقطاعات صناعية عديدة، أبرزها السيارات الكهربائية.

وتنتج كاليدونيا الجديدة حوالي 25% من النيكل العالمي، في ظل وجود مساحة صغيرة من الأرض مناسبة للزراعة، ويمثل الغذاء حوالي 20% من الواردات. وبالإضافة إلى النيكل، يحصل الإقليم على دعم مالي كبير من فرنسا يساوي أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك تعد السياحة إحدى مفاتيح الاقتصاد هناك.

يقرأون الآن