لا تزال مسألة المعارضة الكردية في العراق تقلق إيران، فقد أعرب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في لقاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، عن تخوف بلاده من هذا الملف، داعيا إلى نزع سلاح المعارضة الكردية الإيرانية وطردها فوراً من إقليم كردستان العراق.
كما أعرب عن قلقه مما أسماه "تنامي تحركات الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان، واصفاً وجود الجماعات المسلحة بـ"الإخلال بأمن حدود البلدين".
ويرابط حالياً عدد من التنظيمات المسلحة الكردية المعارضة للنظام الإيراني في كردستان العراق، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) والحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك)، ومنظمة كوملة كردستان إيران، وحزب حياة كردستان الحرة (بيجاك).
فيما تتهم إيران تلك التنظيمات بأنها تريد الانفصال وممارسة "الإرهاب" و"الارتباط بالأجانب".
طهران تنتهك حقوق الأكراد
في المقابل، تتهم تلك الجماعات النظام الإيراني بانتهاك حقوق الأكراد القومية في إيران، وتقول معظمها إن هدفها هو السعي لتحقيق حقوق الأكراد من خلال إقامة نظام فيدرالي.
يذكر أنه في الأيام التي سبقت زيارة الكاظمي إلى طهران وبالتحديد منذ الخميس الماضي، قام الحرس الثوري الإيراني بقصف كثيف وواسع لمقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحزب الديمقراطي الكردستاني، على الشريط الحدودي بين البلدين واستمر القصف ثلاثة أيام.
قصف شديد على مقرات الحزب الكردي
فيما أوضح مصدر كردي قريب من الحزبين لـ"العربية"، بأن القصف الشديد الذي تعرضت له المناطق الحدودية ترك خسائر مادية كبيرة، إلا أن أياً من البيشمركة لم يصب بأذى.
كما أضاف أن القصف تم بواسطة مدفعية الحرس الثوري وسبقتها طلعات استكشاف بواسطة المسيرات، حيث تم استهداف مقرات الأحزاب في مرتفعات آلانه وبربزين وهلغور، كما حلقت المسيرات الإيرانية في سماء تشومان وسيدكان وبرادوست.
وكان قائد القوات البرية للحرس الثوري محمد خاك بور، قد هدد في السادس من الشهر الجاري، بإمكانية توجيه ضربات عسكرية للمعارضة الإيرانية المتواجدة في إقليم كردستان العراق.
استهداف مقر الحزبين الكرديين
في موازاة ذلك، ذكر موقع "مشرق نيوز"، الذي ينشر بانتظام تقارير عن الأنشطة العسكرية للحرس الثوري، أن الهدف من الهجمات كان استهداف مقر الحزبين الكرديين في ثلاث مناطق وهي "سيد كان وتشومان وحاجي عمران" في العراق.
يشار إلى أنه سبق أن قال شمخاني في لقاء مع وزير الخارجية العراقي في أغسطس الماضي، إن الحكومة العراقية يجب أن تتخذ "إجراءات أكثر جدية" حتى لا تضطر إيران إلى اتخاذ "إجراءات وقائية" ضد هذه الجماعات.
العربية