دولي

إتصالات أميركية مكثفة لاستئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل

إتصالات أميركية مكثفة لاستئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل

يصل إلى إسرائيل، غدا الأحد، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سولفيان لبحث مجموعة من الملفات مع القيادة الإسرائيلية، في مقدمتها مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، وترتيبات اليوم التالي في غزة، والعملية العسكرية في رفح والمساعدات الإنسانية للقطاع، وسط خلافات إسرائيلية داخلية حادة بشأن هذه الملفات.

وتأتي زيارة سوليفان بعد أيام من زيارة قام بها المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة بريت ماكجورك إلى الدوحة، بحث فيها مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استئناف جهود مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى التي توقفت مؤخراً بعد ظهور خلافات مبدئية بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن وقف الحرب.

تعثر المفاوضات ووصولها الى طريق مسدود

وتوقفت المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل قبل نحو أسبوعين، لدى رفض الجانب الإسرائيلي ورقة قدمها الوسطاء ووافقت عليها الحركة.

وتردد ان السبب الرئيس لرفض إسرائيل لهذه الورقة أنها نصَّت على أن تنتهي الهدنة الممتدة على 3 مراحل بـ"هدوء مستدام" عرفته الورقة بـ"وقف العمليات العسكرية والعدائية".

تباين بين واشنطن وتل أبيب

وقدَّمت إسرائيل 5 اعتراضات على الورقة الأخيرة التي وافق عليها الوسطاء، خاصة الجانب الأميركي، وشملت أعداد وفئات المحتجزين الإسرائيليين، وأعداد وفئات الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم، ومبدأ وقف إطلاق النار، ومبدأ رفع الحصار.

وقال مسؤول في "حماس": "حاولت إسرائيل فتح الورقة الأميركية من جديد، وطالبت بإطلاق سراح 33 إسرائيلياً على قيد الحياة في المرحلة الأولى، وخفضت أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم من 50 أسيراً مقابل كل إسرائيلي إلى 30 أسيراً مقابل المدني و40 أسيراً مقابل المجندة.

وتابع: "كما طلبت إسرائيل بحق الاعتراض على 150 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية في تبادل الأسرى"، مضيفاً: "رفضت أي نص يتحدث عن وقف إطلاق النار ورفع الحصار بعد انتهاء فترات الهدنة الثلاث".

وأكد مسؤولون في حماس أن الحركة لن تعود إلى أسلوب التفاوض القديم، لكنها ستدرس أي عرض تفاوضي وسترد عليه وفق المبادئ الأساسية التي جاءت في الورقة الأخيرة، رافضين أي تنازل عن أي أسير فلسطيني من المحكومين بالسجن مدى الحياة، وأي تنازل عن مبدأ وقف الحرب ومبدأ رفع الحصار.

لا غالب ولا مغلوب

وجاء في مقال للخبير العسكري عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس": "الدرس الرئيسي الذي تريد الإدارة في واشنطن نقله إلى إسرائيل، منذ فترة طويلة، هو أن النصر المطلق (الذي يسعى له نتنياهو) لم يتحقق لأميركا في العراق".

وأضاف: "وحتى منذ بدء الحرب، عندما كان الحوار بين أميركا وإسرائيل أكثر ودية بكثير، فقد أبلغت جهات أميركية رفيعة في المحادثات مع نظرائهم الإسرائيليين مخاوفها من انزلاق إسرائيل في غزة إلى تكرار مسار العراق".

وجاء في مقال آخر للكاتب ناحوم بارنياع في صحيفة "يديعوت أحرنوت": "مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيصل هذا الأسبوع إلى إسرائيل، وسيبذل جهوداً أخرى لصياغة مسار سيمكن، على الأقل، من البدء في تخطيط اليوم التالي".

وأضاف: "وقبل ذلك سيحاول وقف العملية العسكرية في رفح والتي تقض مضاجع الرئيس الأميركي (جو بايدن) وزعماء الدول العربية، لا سيما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

وبحسب بارنياع، حصل سوليفان على وعْد من إسرائيل بأن يجري تأجيل توسيع العملية العسكرية في رفح إلى ما بعد انتهاء زيارته، لكن نتنياهو أعلن، قبيل وصول المسؤول الأميركي، أن "الحديث عن اليوم التالي في الوقت الذي فيه حماس ما زالت على حالها، هو فقط حديث فارغ من المضمون".

سوليفان في جولة جديدة

وكشفت مصادر مطلعة عن تحركات أميركية في منطقة الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر وإيران وإسرائيل، سعياً لإحياء المفاوضات المجمدة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل من اجل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيزور السعودية، السبت، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن المحادثات مع ولي العهد السعودي ستتطرّق إلى "القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الحرب في غزة"، بالإضافة إلى "الجهود الجارية لتحقيق سلام وأمن دائمين في المنطقة".

وكان موقع "أكسيوس" قد أشار، الثلاثاء، إلى أن زيارة سوليفان المرتقبة إلى السعودية كانت مقررة في أبريل، لكن تم تأجيلها في اللحظة الأخيرة عندما أصيب سوليفان بكسر في أحد الأضلاع.

يقرأون الآن