في خطوة جريئة، تقدمت "مراسلون بلا حدود" بشكوى جديدة أمام المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين، متهمة إسرائيل بـ"ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين"، كما جاء في بيان للمنظمة غير الحكومية.
دعت المنظمة المدعي العام للمحكمة إلى "فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبت ضد ما لا يقل عن تسعة مراسلين فلسطينيين بين 15 ديسمبر 2023 و20 مايو 2024". وأفادت "مراسلون بلا حدود" أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من مئة صحافي في قطاع غزة خلال النزاع المستمر.
الشكوى الحديثة تضيف إلى الصورة ثماني حالات جديدة لصحافيين فلسطينيين قتلوا ومراسل واحد أصيب أثناء تأدية واجباتهم المهنية. وأكدت المنظمة أن لديها "أدلة قوية للاعتقاد بأن بعض هؤلاء الصحافيين هم ضحايا لجرائم قتل متعمدة، بينما الآخرون تعرضوا لهجمات متعمدة من قبل الجيش الإسرائيلي ضد مدنيين".
في يناير الماضي، أشار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى أن الجرائم ضد الصحافيين تدخل في نطاق تحقيقه الخاص بجرائم الحرب في غزة. وأكد أنطوان برنار، محامي "مراسلون بلا حدود"، أن "قتل الصحافيين ينتهك حق الجمهور في الحصول على المعلومات، وهو حق يصبح أكثر أهمية خلال النزاعات".
وفقاً للجنة حماية الصحافيين، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، قُتل 107 صحافيين وعاملين في مجال الإعلام خلال الحرب في غزة. وتسلط الشكوى المقدمة من قبل "مراسلون بلا حدود" الضوء بشكل خاص على مقتل صحافيي "الجزيرة" القطريين، حمزة الدحدوج ومصطفى ثريا، في ضربة استهدفت سيارتهما في جنوب القطاع.
أكد الجيش الإسرائيلي حينها أن الصحافيين "كانا يديران طائرات مسيرة تشكل تهديداً وشيكاً على القوات الإسرائيلية"، واصفاً إياهما بأنهما "عميلان إرهابيان"، وهي اتهامات نفتها العائلات والمحطة الإعلامية التي كانا يعملان بها.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة "حماس" داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، حسب إحصاءات وكالة فرانس برس المستندة إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في نفس اليوم، احتجزت "حماس" 252 شخصاً كرهائن ونقلتهم إلى غزة. وبعد هدنة في نوفمبر أدت إلى الإفراج عن حوالي مئة منهم، لا يزال هناك 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وجاء الرد الإسرائيلي بشن هجوم شامل على القطاع الفلسطيني، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 35,984 شخصاً، معظمهم من المدنيين، حسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".