اشتعل جدل في مصر على مواقع التواصل الإجتماعي حول أصل مقولة "مصر أم الدنيا"، ودخلت أيضا دار الإفتاء المصرية على الخط.
وأوضحت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن لقب "أم الدنيا" ضارب في عمق التاريخ وتعود جذوره إلى زمن النبي نوح، مشيرة إلى أن كتب التاريخ تؤكد أن أرض مصر هي بالفعل أرض مباركة.
كما أضافت أنه بحسب كتاب "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم، فقد ورد أن "النبي نوح قال لابنه حينما أجاب دعوته "اللهم إنه قد أجاب دعوتي، فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخِّر له ولولده الأرض وذلِّلها لهم، وقوِّهم عليها".
أول حضارة في العالم
من جانبه، أوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية مجدي شاكر، في تصريحات للعربية.نت، أن مصر لم يطلق عليها "أم الدنيا" من باب الشوفونية، بل لأنها كانت أول حضارة في العالم، وقدمت الكثير منذ نشأتها من علوم وفنون وغيرها.
كما أضاف أن أبسط مثال على ذلك، أن الأبجدية اللاتينية التي خرجت من أوروبا تم استعارة أصلها من الحروف الفينيقية عن طريق اليونانيين، لافتا إلى أنه في الأساس الحروف الفينيقية تم استعارتها من الكتابات السينائية المستعارة من حروف اللغة المصرية القديمة.
كذلك شدد على أن مصر أورثت العالم العديد من العلوم، إذ كانت السباقة في علوم الهندسة والعمارة والرياضيات والكيمياء والطب والجراحة.
وقال إن كل المخطوطات المكتوبة على أوراق البردي التي يناهز عمرها ما يزيد عن أربعة آلاف عام وثقت لتلك العلوم بفروعها المختلفة.
سلة غلال العالم
إلى ذلك، اعتبر أن ثاني انقلاب مادي في عمر البشرية بعد التوصل لإشعال النار، كانت الزراعة التي يعتقد العلماء أن أصلها كان وادي النيل الأدنى الذي أطعم العالم بداية من أرض كنعان التي جاء منها إخوة يوسف وأبوه، مرورا بدولة الحيثيين (تركيا حاليا) والتي أرسل لهم الملك "مرنبتاح" ابن الملك "رمسيس الثاني" معونة القمح ليواجهوا الجدب الذي حل بهم.
وأضاف أن مصر شكلت بالنسبة لليونانيين والرومان أيضا سلة الغلال التي تطعم روما، حتى إن الفيلسوف الروماني "لوكوس سينيكا" قال "عندما توجه القوم إلى الميناء علمنا أن سفن الغلال أتت من مصر".
وبعد فتح مصر في "عام الرمادة" عندما اشتكى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص قال له "أراك تسمن هناك ونحن هنا نجوع".
فأجابه ابن العاص "سأرسل لك قافلة قمح ومؤونة أولها عندك وآخرها عندي في مصر" في دلالة على الخير الكثير في مصر، وفق الخبير الأثري.
وختم قائلاً إن "مصر حملت شعلة الحضارة وأنارت العالم وأكل من قمحها وحبوبها شعوب العالم القديم، ومنحت خيرها على مر العصور ولم تبخل به، لذلك يراه المصريون "أم الدنيا".