رغم مما قد يدعيه "المتحمسون" للأجسام الطائرة المجهولة، إلا أن معظم العلماء تقريبًا يتفقون على أن البشرية لم تتلق رسالة بعد، كما لم "يزرنا" أحد من خارج كوكبنا. ولكن في النطاق الواسع للكون - الذي يحتوي على ما يقدر بنحو تريليوني مجرة - يقول العلماء إن هناك "فرصة بنسبة 100 في المائة" لوجود حياة في مكان ما بعيدا عن الأرض. وهذا يثير سؤالاً مثيرًا للاهتمام: إذا كانت الحياة الفضائية شائعة حقًا في الكون، فلماذا لم نسمع عنها؟
يقول البروفيسور فريدريك والتر، عالم الفلك المجري من جامعة ستوني بروك: "الحياة هي عملية كيميائية حيوية، وسوف تحدث، ولكن الأمور تصبح أكثر غموضا". ويخمن أن هناك "فرصة بنسبة 100%" لوجود الحياة بشكل ما في الكون.
ومع ذلك، من ناحية أخرى، يواجه العلماء أيضًا الغياب المطلق لأي دليل على وجود حياة، سواء كانت ذكية أو غير ذكية. إن ما يسمى بـ "مفارقة فيرمي"، والتي سميت على اسم الفيزيائي إنريكو فيرمي، تتساءل كيف يمكننا الموازنة بين احتمالية وجود الحياة وافتقارنا إلى الأدلة على ذلك. أو كما سأل فيرمي أصدقاءه في ظهيرة أحد الأيام من عام 1950: "ألا تتساءلون أبدًا عن مكان وجود الجميع؟".
ويتابع يقول الدكتور والتر: "من الممكن أن يكون الكون وعمره 13.8 مليار سنة يعج بالحياة ولكن الجميع يختبئون لأننا خائفون". ويعطي مثالا: "إذا رأيت صيادًا يشعل نارًا، هل ستشعل نارًا بنفسك لإلقاء التحية؟ أنت لا تعرف من هو الآخر هناك، سواء كان مسلحا، أو ما هي نواياه ومع ذلك، ما تعرفه هو أنه إذا بقيت هادئًا ولم تقم بإشعال أي ضوء، فلن يتمكن أي شخص آخر من العثور عليك"
ويشرح:"تقول فرضية الغابة المظلمة، إذا كنت تريد حقًا البقاء على قيد الحياة، فإن القرار الذكي الوحيد هو التزام الصمت وإطلاق النار على أي شخص يمكنك رؤيته. تشير هذه النظرية، التي شاعتها روايات "الأجساد الثلاثة" للكاتب ليو سيكسين ونسخة نيتفليكس الأخيرة، إلى أن الكون يمكن أن يكون في حالة مماثلة حيث تلعب الحضارات دور الصيادين".
ويقول في تقرير لـ"ديلي ميل"، إنه "وبينما تبذل البشرية قصارى جهدها للوصول إلى النجوم وإجراء اتصالات معها، قد تكون هناك قوى أخرى أكثر قوة تنتظر بصمت بعيدًا عن أنظارنا. إذا كان الأمر كذلك، فقد يفسر ذلك سبب عدم استجابة جهودنا للتواصل مع أي حضارات أخرى حتى الآن".
ومع ذلك، فإن صورة الكون التي رسمتها فرضية الغابة المظلمة قد تكون متشائمة بعض الشيء بحيث لا يمكن للبعض تصديقها. ويشير البروفيسور والتر إلى أنه على الرغم من أن النظرية تحظى بشعبية لدى مؤلفي الخيال العلمي، إلا أنه يشكك بها. "وبدلا من ذلك، إذا أردنا أن نفسر لماذا لا يستجيب أحد لرسائل الإنسانية، فقد يتعين علينا أن نتقبل أننا نحن المشكلة. إذا كانت الحياة شائعة في درب التبانة كما تشير بعض الحسابات، فقد يكون الفضائيون مدللين للاختيار بين الكواكب لمحاولة التواصل معها"
ويتابع: "في عام 1977، تم إرسال "السجل الذهبي" على متن المركبة الفضائية تشالنجر كدليل على ذكاء البشرية. لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الكائنات الفضائية قد لا تكون معجبة بما يكفي للتحدث معنا.. إذا كان هذا صحيحًا، فقد لا تكون البشرية ببساطة مثيرة للاهتمام بما يكفي ليهتم بها الفضائيون".