في موازاة التصاعد التدريجي بوتيرة العمليات العسكرية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، نشطت حركة الاتصالات في الكواليس السياسية والدبلوماسية الهادفة الى خفض التصعيد ومنع اندلاع حرب شاملة. وبحسب ما كشفت مصادر لبنانية على صلة بالمفاوضات الساعية لإرساء حل دبلوماسي يوقف مواجهات الجبهة الجنوبية، فقد شهدت الأيام الماضية تنسيقاً أميركياً قطرياً حول العمل على إيجاد آلية لتطبيق القرار 1701.
وقالت المصادر لـ"الجريدة" الكويتية: "قبل فترة زار مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين دولة قطر وبحث مع المسؤولين القطريين سبل المساعدة لمنع تفاقم الصراع بين حزب الله واسرائيل". وأضافت: "انطلاقاً من هذا اللقاء بدأت دولة قطر تتحرك على خط التواصل مع لبنان في سبيل خفض التصعيد وتحضير الأرضية لإرساء اتفاق بعد وقف الحرب في غزة".
ووفق هذه المعطيات، فإن الحراك القطري على الساحة اللبنانية، سيكون وفق مسارين يلتقيان في النهاية، الأول هو مسار تطورات الوضع في الجنوب، والثاني هو المسار السياسي في سبيل الوصول الى تسوية تنتج رئيساً للجمهورية وتعيد تشكيل السلطة.
من جهة أخرى، وفي إطار الاتصالات، فقد حصل اجتماع افتراضي بين هوكشتاين والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبحث في تطورات الوضع اللبناني، خصوصاً أن فرنسا تسعى لأن يكون لها دور أساسي في إرساء التهدئة في الجنوب، وبالملف الرئاسي. وقال المصدر اللبناني إن "الفرنسيين تواصلوا مؤخراً مع الإسرائيليين في إطار العمل على إنجاح مبادرتهم، وان باريس تلقت اشارات من اسرائيل حول الاستعداد للوصول الى اتفاق دبلوماسي بدلاً من الحرب"، مؤكدا أن "باريس وواشنطن ستواصلان العمل لمنع حصول انفجار كبير في جنوب لبنان ولعدم اندلاع حرب" بحسب "الجريدة" الكويتية.