لبنان

ماذا بعد دخول لبنان إلى خارطة الطريق الأميركية- الفرنسية؟

ماذا بعد دخول لبنان إلى خارطة الطريق الأميركية- الفرنسية؟

على وقع المبادرات الداخلية المتلاحقة حول الاستحقاق الرئاسي، تترقّب الأوساط السياسية والعواصم المهتمة كيف سيتمّ إسقاط نتائج قمّة باريس الرئاسية الأميركية- الفرنسية، في شقّها اللبناني، على واقع لبنان الراهن.

ذلك أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون أكّدا، في البيان الختامي للقمّة التي انعقدت بينهما نهاية الأسبوع في باريس، الأهمية القصوى للحفاظ على استقرار لبنان وتهدئة الأوضاع على "الخطّ الأزرق"، مع إشارتهما إلى أنهما سيعملان معاً لتحقيق هذا الهدف، بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الرقم 1701. كما أكد البيان الحاجة الملحّة إلى إنهاء الفراغ الرئاسي، الممتدّ منذ 31 أكتوبر 2022، والمضيّ قدماً، من دون مزيد من التأخير، في "انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة.

وتحت مظلّة "ضبط النفس"الدولية وعدم انهيار الاستقرار في لبنان، في ضوء البيان لجهة ضبط النفس جنوباً والانصياع إلى القرار 1701، والسعي إلى إنهاء الشغور الرئاسي كمقدّمة لإعادة النشاط الاقتصادي وتثبيت دعائم الدولة، توقفت مراجع سياسية عبر"البيان"أمام البند الخاص بلبنان، الذي استنسِخ من مجموعة بيانات سابقة ومواقف مكرّرة منذ سنوات عدّة.

إن الحيّز اللبناني من القمّة شكّل وفق تأكيد مصادر سياسية متابعة لـ"البيان"مؤشراً بارزاً إلى تقدّم الملفّ اللبناني في أولويات الدولتين، لا سيما لجهة الموازاة والتساوي بين السعي إلى منع الحريق الإقليمي من الامتداد إلى لبنان والإلحاح على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو أمر بالغ الدلالات لجهة اقتران الجهود المشتركة للتوصل إلى حلّ مزدوج للملف اللبناني بهذين الشقيْن.

ذلك أن خريطة العمل الفرنسية- الأميركية بشأن الشرق الأوسط ولبنان أكدت هذا التوجه.

وفي السياق أيضاً، أشارت مصادر رفيعة المستوى لـ"البيان"إلى أن باريس ترى أن ثمّة فرصة متاحة الآن للتوصل إلى اتفاق بشأن الانتخاب الرئاسي في لبنان، لافتةً إلى أن البيان الفرنسي- الأميركي المشترك، في شأن الملف اللبناني، أرخى ذيولاً مهدّئة على المشهد الداخلي في لبنان، وإنْ كان ذلك لم يحجب تصاعد معالم التشابك في الوساطات والمبادرات الخارجية والتحرّكات الداخلية في شأن الملف الرئاسي، بما يتسبّب بمزيد من الإرباكات والتعقيدات ولا يوفر تسهيلاً لمسارات الحلول.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن أن الاتصالات الخارجية، المتعلّقة بالاستحقاق الرئاسي، كشفت عن توجه أميركي يستعجل إنجاز هذا الاستحقاق.

إلى ذلك، وعشيّة مرور عام كامل على آخر جلسة دعا إليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي لانتخاب رئيس للجمهورية، وتحديداً في 14 يونيو من العام الفائت، فإنّ ثمّة إجماعاً على أن لبنان"ضائع" في عجقة المبادرات التي لا يبدو حتى الآن أنها قادرة على فتح أيّ ثغرة في حائط رئاسته الأولى، وهو لا يزال يسعى للبحث عن مظلّتيْن: الأولى خارجية، هدفها تقاطعات دولية على رفض توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل و(حزب الله).

أما الثانية، فمظلّة داخلية تتقاطع فيها غالبية القوى السياسية في منطقة الوسط، تحضيراً لما ستحمله التطوّرات في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن هناك قناعة داخلية حول وجوب توفير مظلّة دولية لمنع الحرب على لبنان، والتي لا بد أن تكون نتيجتها قدرة اللبنانيين على مواكبتها سياسياً للوصول إلى تسوية ما.

البيان الإماراتية

يقرأون الآن