تحت عنوان "أزمة الوقود في بريطانيا.. تقرير يتحدث عن سبب آخر غير كورونا"، نشر موقع الحرة خبرًا مترجمًا، اشار فيه إلى أنه في وقت يربط النقص في عدد سائقي الشاحنات في بريطانيا بتأثيرات الجائحة العالمية، أوضح تقرير لصحيفة "الغارديان" أن السبب الذي أدى إلى انتظار سائقي السيارات لساعات أمام محطات الوقود، لا يمكن فصله عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
ولا ترتبط أزمة الوقود في البلاد بالنقص في البنزين بل إلى نقص في سائقي الشاحنات، يصل إلى أكثر من 100 ألف سائق في بريطانيا، وهو الأمر الذي أدى إلى مشاكل في التوريد بمجالات وصناعات مختلفة، مثل سلاسل الوجبات السريعة، متاجر الألبسة والغذاء، وغيرها.
ووفقا للتقرير، من الخطأ إلقاء اللوم على جائحة فيروس كورونا، رغم أن حوالى 20 ألف سائق غير بريطاني غادروا البلاد أثناء الوباء، إلا أنهم لم يتمكنوا من العودة بسبب متطلبات التأشيرة التي فرضت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم يتم الحديث عنه أمام العلن، بحسب الصحيفة.
ولكن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، اعترف الأسبوع الماضي، بالمشكلة عارضا 5000 تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر للسائقين الأجانب، مع وضع السائقين العسكريين على أهبة الاستعداد لقيادة شاحنات الوقود، وهي خطوة لم يتخذها بعد.
بدوره، يعتبر ديفيد هينيغ، الخبير في السياسة التجارية للمركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، أن "قرار خروج بريطانيا من الاتحاد كان يجب أن يقترن بتعديلات داخلية من شأنها الحفاظ على سوق عمل مستقر ويلبي متطلبات البلاد".
وهذا ليس الاضطراب التجاري الأول الذي يضرب بريطانيا منذ خروجها من سوق الاتحاد الأوروبي عام 2020. فقد فقد منتجو المحار البريطانيون أسواقا بأكملها في الاتحاد الأوروبي بسبب اللوائح الصحية الجديدة.
كما تعرض المستهلكون البريطانيون لصدمة بسبب الرسوم الجمركية الباهظة على شحنات القهوة من إيطاليا.
بينما يعتبر توني ترافرز، أستاذ السياسة في كلية لندن للاقتصاد، أن "البريكست كان خطوة جيدة ولكن المسؤولين البريطانيين أساؤوا التصرف ما أوقعهم بأزمات عدة وضعوها في خانة تأثيرات فيروس كورونا".
والثلاثاء الماضي، حاول جونسون امتصاص غضب الشارع ، قائلا إن نقص العمالة يمثل مشكلة عالمية، ولم يشر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قال: "أود فقط أن أحث الجميع على القيام بأعمالهم بالطريقة العادية والتزود بالوقود بالطريقة العادية وعندما يكون هناك حاجة".
وكان قد ازداد التأييد الشعبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استطلاعات رأي جرت العام الجاري، وذلك بعد نجاح بريطانيا في طرح لقاحات فيروس كورونا، حيث عزا البعض قدرة الحكومة على تأمين اللقاحات والحصول على الموافقة السريعة عليها إلى استقلالها عن البيروقراطية الموجودة في الاتحاد الأوروبي.
وفي ديسمبر 2020، خرجت بريطانيا فلك الاتحاد الأوروبي بعد علاقة استمرت 48 عاما .
خلال انتخابات ديسمبر 2019، كانت أجندة بوريس جونسون تدور حول "تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" ثم التركيز على أولويات البريطانيين، خاصة على صعيد الخدمات العامة.
وكانت الفكرة تتطلع إلى تركيز الجهود والاستثمارات في المناطق التي لم تستفد من نمو لندن المكتسب في سياق الأعمال المالية، بحسب "فرانس برس".
إلا أن برنامج "الترقية" من خلال الاستثمارات الجديدة، مثل خط "أتش أس2" عالي السرعة الذي يخدم وسط وشمال انكلترا، قد جرى تعليقه أثناء الأزمة الوبائية.
وتؤكد الحكومة أن أهدافها على المدى الطويل سيتم الحفاظ عليها وأنّ الأموال التي كانت تدفعها لندن حتى الآن إلى الاتحاد الأوروبي سيتم إنفاقها بشكل أفضل على الأراضي البريطانية.
الحرة/الغارديان