عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله عن فخره واعتزازه باستقبال 192 دولة ليلتقي ممثلوها المشاركين في إكسبو 2020 دبي على أرض التسامح وفي بلد اللامستحيل، مستثمرين هذا اللقاء العالمي لوضع الحلول للتحديات العالمية على أساس صلب من التعاون الدولي الذي أثبتت المتغيرات المتسارعة حاجة البشرية له.
وقال سموه في تصريحات خاصة لـ "البيان" قبل يوم من انطلاق الحدث الدولي على أرض الإمارات إن مسيرة عشر سنوات لتنظيم أكبر حدث دولي يمتد لستة أشهر يشارك فيه عدد تاريخي من الدول يصل إلى 192 دولة، هو قمة الفخر الوطني والثقة العالمية بالإمارات، فقد أثبت أبناء الإمارات قدرة استثنائية مرة تلو الأخرى على التفوق في أية مهمة يتصدون لقيادتها خدمة للبشرية في أكثر من مهمة وفي أكثر من موقع، ليثبتوا للعالم أن الإمارات شجرة مثمرة تتسع ظلالها لكل الطامحين بغد أفضل لهذا الكوكب.
ومع انطلاق الحدث الدولي استذكر سموه كلا من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم،طيب الله ثراهما، وقال: "هذا غرسكما، فهذه الثقة العالمية نتاج رؤيتكما وعزمكما على تخطي الصعاب والتحديات، والعالم اليوم يستلهم من تلك الرؤية، أن الحضارة لا تبنى ولا تنهض إلا بوجود التحديات، فكان هذا الدرس الأول والأهم الذي تعلمناه منكما وننقله للأجيال، واليوم نعرضه أمام العالم، بهذا الإنجاز والإبهار الذي صنعه أبناء الإمارات".
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن النهج الذي قاد به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الإمارات، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رفع طموحات الإمارت إلى مالا نهاية، لأن العزم والإصرار والإرادة لدى شعب الإمارات، هو العودة بالمنطقة إلى استئناف الحضارة ومشاركة البشرية في النهضة والتقدم والتفرغ للتنمية، وإثبات أن شعوب هذه المنطقة قادرة على صناعة المستحيل.
وقال سموه إن الإمارات عملت على مدار عقد من الزمان لتجسيد وعدها بتنظيم إكسبو تاريخي وغير مسبوق، وها هي تفي بالوعد، للعالم بحدث سيسكن ذاكرة البشرية ليس من باب الإبهار فقط، بل أيضا لأنه وضع أجندة عمل عالمية للبحث عن الحلول للتحديات التي تواجه عالم اليوم مثل قضايا البيئة والطاقة والتعليم والصحة والفقر، وتسخير العلوم والتكنولوجيا والابتكار للتأثير الإيجابي في حياة الشعوب وتغييرها للأفضل.
ووجه سموه تحية ترحيب للمشاركين قائلا لهم "أنتم في بيتكم، وتجربتنا التنموية في تصرفكم وفي خدمتكم، اليوم تجمعنا مدينة إكسبو، مدينة العالم، لنتشارك معاً في صياغة مستقبل أفضل للأجيال، فمصيرنا واحد وشعوبنا تنتظر منا إعلاء التعاون الفعال لتغيير واقعها نحو غد أكثر إشراقاً ونمواً وأكثر استدامة، ووضع خارطة طريق لأهم التوجهات الاقتصادية والتنموية والثقافية لمرحلة ما بعد كوفيد-19، وأملنا أن تكون انطلاقة هذا الحدث يوماً عالمياً وشهادة ميلاد للتعاون والتسامح والسلام، لنجمع الأيادي في تحالف يشمل خيره الجميع بعدالة وإنصاف".
وفي كلمة للزوار من كل أنحاء العالم قال سموه "هذه الإمارات بلدكم، جسر السلام والتسامح لكل شعوب الأرض، فهذه فرصة للجميع لاكتشاف الآخر في أكبر تجمع إنساني للخبرات والأفكار والثقافات والإنجازات، والتعرف على ما هو مشترك بيننا، واكتشاف أن التنوع ميزة تجعل التواصل الحضاري والتفاعل الإنساني فعالا بشكل غير مسبوق لإعلاء قيم الخير والعطاء والتعاون، والتأكيد على أن الإنسانية بتضامنها تنتصر على أية تحديات، وهي فرصة لتأسيس منظومة تعاون دولية يعم تأثيرها الجميع بلا استثناء، وهذا اللقاء الذي ينطلق اليوم بكم ومعكم هو المنصة المثالية لتأكيد أهمية التضامن والتعاون الإنساني الذي لا بديل عنه، وهو التجربة غير المسبوقة التي يحتاجها العالم اليوم".
ولفريق العمل الذي قاد التحضير لأكبر حدث دولي على مدار 10 سنوات، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، "رفعتم رؤوسنا وأبدعتم وأبهرتم والعالم يشكركم، ولكل واحد فيكم تحية خاصة مني، من حقكم أن تفخروا ومن حقنا أن نباهي بكم العالم، أنتم نجوم في السماء، وقدوة في التنظيم والعطاء، أنتم ثروة وطنية وأيقونة عالمية، 50 ألف موظف و30 ألف متطوع، كنتم على قدر المسؤولية، آمنتم بالرؤية الوطنية عقيدة عمل، فكانت النتائج التي نراها اليوم تبهر العالم، ورفعتم اسم الإمارات إلى أعالي المجد، هذا عهدنا بكم، فأنتم فريق اللامستحيل الذي يباهي به شعب الإمارات العالم وتاج فوق الرؤوس".
البيان الإماراتية