روبوتات صالحة للأكل؟

امتدت التكنولوجيا إلى كل جوانب حياة الإنسان تقريباً. لم يخطر ببالنا سابقاً أن نتواصل مع روبوتات لشراء وجبة طعام، أو أن يقدّم لنا الطعام روبوت بدلاً من النادل، بل وأكثر من ذلك، أصبحت خدمة توصيل الطعام بالطائرات من دون طيار قاب قوسين أو أدنى. ولكن هل تخيّلنا يوماً أن نأكل روبوتاً؟.

تعمل مجموعة من العلماء على تصنيع روبوتات يمكن للإنسان أن يتناولها، ويهدف المشروع إلى إنشاء روبوتات صالحة للأكل، وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلّا أن الباحثين مقتنعون بأن هذه التكنولوجيا لديها مجموعة واسعة من الفوائد.

أطلق باحثون من جامعة "فاجينينجن" في هولندا، وجامعة "بريستول" في المملكة المتحدة، والمعهد الإيطالي للتكنولوجيا، مشروع RoboFood، خلال العام 2021، والذي اجتذب تمويلًا من الاتحاد الأوروبي يصل إلى 3.75 ملايين دولار على مدى 4 سنوات.

وفي ورقة بحثية نُشرت مؤخّراً في مجلة Nature Review Materials، يصف العالم فوائده لقطاع الرعاية الصحية، والتغذية البشرية، والإدارة البيئية.

على سبيل المثال، يمكن لتكنولوجيا الروبوتات الصالحة للأكل أن تُسهّل من توصيل الأدوية بدقّة، مراقبة صحة الجهاز الهضمي في الجسم الحي، تقديم تغذية مستهدفة بشكل مستقل في حالات الطوارئ، الحدّ من النفايات في الزراعة، تسهيل تطعيم الحيوانات البرية، وإنتاج تجارب تذوّق طعام جديدة.


يقول داريو فلوريانو، المؤلف الرئيسي لمقال بحثي يتناول مدى بعدنا عن واقع الروبوتات الصالحة للأكل: "إن الجمع بين الروبوتات والطعام يمثل تحدّيًا رائعًا، ما زلنا نكتشف أي المواد الصالحة للأكل تعمل بشكل مماثل للمواد غير الصالحة للأكل".

وفي هذه الورقة، يسلّط الباحثون الضوء على العديد من التحدّيات في تحقيق الروبوتات الصالحة للأكل. تتمتع المحركات والبطاريات الصالحة للأكل الحالية بقدرة أقل وتحمّل وموثوقية أقل مقارنة بالإصدارات غير الصالحة للأكل. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية تفاعل المكونات الصالحة للأكل مع الجهاز الهضمي بشكل أفضل. ويشكّل التصغير أيضًا تحدّيًا، حيث يجب أن تكون الروبوتات صغيرة بما يكفي ليتمّ ابتلاعها بسهولة.

يقرأون الآن