ليس اللاعبون وحدهم الذين يستطيعون تغيير مسار المباريات في "كوبا أميركا" وإنما ينضمّ إليهم عدد كبير من المدرّبين الذين يجيدون اقتناص الفوز وقلب الطاولة في لحظات.
وتلمع عقول "كوبا أميركا" باحثة عن التأهّل منذ انطلاق المنافسات في ساعة مبكرة من مساء اليوم الجمعة، وخلفها الكثير من طموحات وأحلام الجماهير الباحثة عن التتويج.
ليونيل سكالوني
الحياة في بوينوس أيرس كانت مليئة بالأفراح بالنسبة لمدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني، ولكن خلف ذلك كان هناك الكثير من العمل، ولا تزال مباراة نهائي مونديال قطر أمام فرنسا عالقة في الأذهان.
نهائي المونديال كان مليئاً بالتحرّكات التكتيكية، فضلاً عن الصمود أمام فرنسا للشوطين الإضافيين، وخروج المباراة نحو ركلات الترجيح يعدّ نقلة نوعية بالنسبة لسكالوني الذي أجاد استغلال ميسي ودي ماريا على طرفي الملعب.
وخلال منافسات "كوبا أميركا" سيكون سكالوني على موعد مع بطولة جديدة قد تكون بمثابة فرصة لأن يصبح المدرب الأشهر على الإطلاق في تاريخ بلاده إذا ما حصد اللقب.
نال سكالوني البالغ 46 عاماً جائزة أفضل مدرب في العالم بعدما حقق المونديال، ربما بلغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه مدرب، خصوصاً بعد تحقيق "كوبا أميركا" في قلب البرازيل عام 2021، وفوق ذلك هناك رغبة قوية من الجميع أن يكون ليونيل مستمراً لفترة طويلة طالما ظل قادراً على العطاء.
دوريفال جونيور
يعيش دوريفال جونيور -62 عاماً- تجربة فريدة من نوعها، حيث ظلّ طوال مسيرته المهنية يتنقل في تدريب الأندية الكبرى في بلاده بين ساو باولو وفلامينغو وبالميراس وفلومينينسي حتى تولّى تدريب المنتخب الأول البرازيلي الذي يعيش فترة ليست سهلة.
كان فوز دوريفال بمسابقة كأس كوبا ليبارتادوريس مع فلامينغو موسم 2021/2022، بمثابة نقطة تحول في مسيرته، حيث أصبح بعدها مؤهلذاً لأن يكون ضمن المرشحين لتدريب منتخب السامبا.
ولا ينسى دوريفال أنه لم يكن الرغبة الأولى في تدريب البرازيل، حيث كانت الأضواء مسلّطة على اسم أوروبي يتأرجح بين الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي للإسباني ريال مدريد أو لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، لكن في النهاية اختاره اتحاد السامبا ليحمل الشعلة المضيئة.
وأمام دوريفال فرصة ذهبية لأن يصنع جيلاً جديداً من اللاعبين، خصوصاً مع تألّق فينيسيوس جونيور، مؤخّراً مع ريال مدريد، ولكن إذا ما فشل في مهمّته فإن الاتحاد البرازيلي لن يتوانى في إبعاده من موقعه.
مارسيلو بييلسا
يخوض الأرجنتيني مارسيلو بييلسا رحلة خاصة وهو في عمر 68 عاماً، حيث يتولّى تدريب منتخب الأوروغواي بكل ما فيها من تاريخ عريق، ويسعى المدرب الملقّب بالمجنون إلى الفوز بمسابقة "كوبا أميركا" لإعادة الأمجاد الغائبة لأبناء مونتيفيديو.
يميل بييلسا لمدرسة الهجوم الجامح، حيث يوظف أغلب اللاعبين للبحث عن مرمى المنافس، وهو تكتيك جميل لعشاق الكرة الهجومية، لكن في بعض الأحيان قد تكون المساحات التي يتركها في الخلف بمثابة الخنجر القاتل له في المباريات، وعادةً ما تشهد المواجهات التي يقودها نتائج كبيرة سواءً له أو ضدّه.
ورغم ذلك فإن بييلسا يعدّ مصدر إلهام للكثير من المدربين أصحاب المدرسة الهجومية وفي مقدمتهم بيب غوارديولا أحد أساطير التدريب حالياً، والذي يتولّى المسؤولية الفنية لنادي مانشستر سيتي.
ويعتمد بييلسا على اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية الذين يطبّقون تكتيكه، وربما لا يملك الكثير من الألقاب ضمن إنجازاته، حيث حقق ذهبية أثينا مع الأرجنتين، إضافة إلى دوري "شامبيونشيب" مع ليدز يونايتد وصعد بهم إلى الـ"بريميرليغ"، إضافة إلى لقب الدوري الأرجنتيني مع فيلز سارسفيلد مرّة وثلاث مرّات مع نيويلز أولد بويز.
ولكن بييلسا له باع طويل في تقديم كرة هجومية قد تكون الأوروغواي في حاجة إليها، وهي تبني الجيل الجديد بعد تقدّم لويس سواريز وإدينسون كافاني في العمر.
ريكاردو غاريكا
يحلم الأرجنتيني ريكاردو غاريكا المدير الفني لمنتخب تشيلي بأن تكون لديه مساحة من الوقت لتحقيق لقب "كوبا أميركا" لكن التحدّيات التي تواجهه صعبة، لا سيما أنه يسعى لتكوين جيل جديد من اللاعبين بخلاف الذي فاز بنسختي بطولة 2015و2016.
وسيكون البحث شاقاً لدى غاريكا كي يجد في الجيل الحالي بعض الأسماء التي صنعت حقبة هجومية قوية في تشيلي مثل إيفان زامورانو ومارشيلو سالاس، ولكن قد يعثر على خيط رفيع يربط هذه القائمة بجذور الماضي.
وجاء تحقيق تشيلي لقب "كوبا أميركا" مرّتين خلال أقل من 10 سنوات ليكون بمثابة حلم جميل، لأنه جاء على حساب الأرجنتين في المناسبتين وبطريقة واحدة عبر ركلات الترجيح، ولكن يسعى غاريكا البالغ من العمر 66 عاماً لأن يقول كلمته ويمنح بعض الأمل للجماهير التي ترى المنافسة صعبة في النسخة التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية.