مشهده مربوطاً على آلية إسرائيلية تسير به مصاباً بين أحياء مدينة جنين في الضفة الغربية أثار استياء عارماً قبل أيام، حين اقتحمت القوات الإسرائيلية المدينة.
وفيما أعلن لاحقا الجيش الإسرائيلي أن الشاب الذي قيد على السيارة كان يقاتل ضدهم، عاد وخرج نافياً الأمر.
أما الشاب الفلسطيني مجاهد عبادي، الذي لا يزال يخضع للعلاج في المستشفى جراء إصابته بنيران القوات الإسرائيلية حين كان متواجداً صدفة في الشارع حين اقتحموا منطقة سكنه، فكشف العديد من التفاصيل حول ما جرى في ذلك اليوم.
أصبت وابن عمي
وأوضح من سريره بالمستشفى أنه خرج يوم السبت الماضي من منزل عمه في جنين بعد أن سمع ضجة. وقال: "خرجت لأرى ما يحدث، ونظرت باتجاه منازل الجيران حيث رأيت الجنود، وعندما حاولت العودة إلى المنزل، تم إطلاق نار كثيفة وعشوائية نحوي فجأة، فأصبت في ذراعي كما أصيب ابن عمي الذي كان واقفا بقربي"، وفق ما نقلت عنه وكالة أسوشييتد برس.
كما أضاف أنه اختبأ خلف سيارة بعد إصابته بيده ثم تلقى طلقا ناريا آخر في قدمه.
وبسبب عدم قدرته على الحركة، اتصل بوالده وأخبره أنه على وشك الموت.
في حين أشار والده رائد عبادي، الذي كان واقفا عند سرير ابنه في المستشفى، إلى أنه طلب منه ألا يفقد الوعي وأن يستمر في التحدث إليه، ثم انقطع الاتصال فجأة.
صرخت من الألم
لكن بعد بضع ساعات من الاختباء عثر جنود إسرائيليون على مجاهد، وراحوا يضربونه بعنف على رأسه ووجهه وعلى الجروح التي أصيب بها أيصا.
ثم قاموا بسحبه من ساقيه، ورفعوه من يديه وقدميه، وألقوه على مقدمة سيارة جيب عسكرية كانت ساخنة للغاية، حسبما أكد. وقال: "صرخت من الألم بسبب الحرارة، فسبني أحد الجنود وطالبني أن أخرس".
في المقابل، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته ربطت عبادي بمقدمة السيارة الجيب لنقله إلى مسعفين.
لكن المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، أكدت أن الجيش أغلق المنطقة ومنع المسعفين من تقديم الرعاية للجريح لمدة ساعة على الأقل.
بدوره، كشف عبادي أنه ظل مقيدا بالسيارة الجيب لمدة نصف ساعة تقريبا قبل أن يفك الجنود وثاقه ويسلموه إلى المسعفين.
"صادم"
يذكر أن الجيش الإسرائيلي تراجع لاحقا عن روايته وأكد أنه سيحقق في الحادث.
فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، التسجيل المصور بأنه صادم، قائلا "لا ينبغي أبدًا استخدام المدنيين كدروع بشرية".
كما حث الجيش الإسرائيلي على التحقيق بسرعة فيما حدث ومحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف.