كعادتها، تكون الإمارات سباقة في كل جديد ومفيد، مبكرة في توجهاتها المستقبلية ومنها الذكاء الاصطناعي الذي وضعت له استراتيجية خاصة، سميت باستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، تستهدف تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل.
الإمارات لم تُضع الوقت، وتنبهت وخططت حتى رسمت لنفسها أهدافاً، تشير إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات، وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، من أجل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتسريع الإنجاز، وخلق بيئات عمل مبتكرة، لتكون حكومة الإمارات الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي، بمختلف قطاعاتها الحيوية وتعمل على خلق سوق جديد واعد في المنطقة ذي قيمة اقتصادية عالية.
بالأمس أشار عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، إلى إن الدولة في طليعة الدول المعنية بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فيما أعلنت شركة "مايكروسوفت" استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار في "جي 42"، وهي مجموعة للذكاء الاصطناعي مقرها أبوظبي، وهو ما يؤكد أن الإمارات لم تكتفِ بطموحاتها السابقة، بل باتت لاعباً عالمياً في هذا المجال.
الإمارات التي تنظر لجهودها في مجال الذكاء الاصطناعي على أنه أمر بالغ الأهمية، وذلك لهدف مهم ورئيسي، هو تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط حيث من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في اقتصاد الإمارات، بحلول عام 2030، أي ما يعادل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجعل الدولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031.
كل تلك الخطوات والنظرات نحو المستقبل، تؤكد الثقة في توجهات قادة الإمارات وحكومتها نحو المستقبل، والإصرار على النجاح، والتمكن من مختلف المجالات المستجدة، ومنها الذكاء الاصطناعي، حيث تدرّب دولة الإمارات، المسؤولين الحكوميين على الذكاء الاصطناعي، بينما تهدف دبي إلى تعليم مليون مواطن الهندسة السريعة الفعالة، وتوجيه نماذج الذكاء الاصطناعي، لإنتاج مخرجات عالية الجودة وحتى سبتمبر الماضي، كان لدى الإمارات 120 ألف شخص يعملون في الذكاء الاصطناعي، أو الصناعات ذات الصلة، مقارنة ب 30 ألفاً قبل عامين.
الإمارات التي تسعى بكل جدية إلى تعزيز جاهزيتها للمستقبل، واستكشاف الطرق المثلى للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، تضع نصب أعينها خدمة مجتمعها ومحيطها، لتتحول كالعادة إلى بيت خبرة عالمي نافع ومفيد ومستثمر، يمتلك الأدوات ويصدرها حوله وهو أمر يشير إلى التقدم المحرز، والنظرة الثاقبة للقيادة.