هكذا تلقى النّبي موسى وصايا الله العشر

ربما تكون الوصايا العشر أول وحي ينظم حياة الناس على هذه الأرض، نزلت على النبي موسى بطور سيناء، بعدما كلّمه الخالق. هذا هو القصّ الديني للمسألة، مدعوم بنصوص من العهد القديم، إلا أن "ديلي ميل" البريطانية تتحدث عن صندوق عاجي مستدير، عثر عليه علماء الآثار داخل ضريح رخامي في كنيسة حُفرت في الصخر بجنوب النمسا، فيه نقوش تصور "كليم الله" موسى متلقياً الوصايا.

عمر هذا الصندوق العاجي 1500 عام، وتصور نقوشه القديسين وصعود السيد المسيح إلى السماء. ويُعتبر هذا الصندوق اكتشافاً مهماً لأن الاكتشافات المقدسة عن بدايات الديانة المسيحية نادرة جداً.

تصور الشخصيات المنقوشة في الصندوق رجالاً بلحى، يرتدون ثياباً طويلة، في مشاهد من العهدين القديم والجديد. وثمة نظريات تقول إن النبي موسى والسيد المسيح موجودان بين هذه الشخصيات، إذ يفترض الباحثون أن النبي موسى مصور في المشهد الأول وهو يتلقى الوصايا من الله، أو يضرب عصاه في الماء ليفتح البحر للعبور إلى فلسطين. أما المشهد الثاني فيمثل صورة لقيامة السيد المسيح بعد صلبه. وبحسب "ديلي ميل"، يمكن رؤية شخص تسحبه يد تخرج من الغيوم، "وهذه يد الله في مشهد الصعود"، كما يقول تقرير "ديلي ميل".

في المشهد أيضاً خيول وعربة. وقد تحدثت مقاطع عدة في الكتاب المقدس، تحديداً في سفر الرؤيا (19:11) عن حصان: "ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ". ويتحدث سفر الخروج أيضاً عن المصريين الذين يركبون الخيول والمركبات أثناء مطاردتهم موسى وبني إسرائيل. ويطرح فريق الباحثين أيضاً احتمال أن تكون هذه النقوش عن صعود النبي إيليا إلى السماء، وهذا مذكور في كتاب الملوك الثاني: "وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ".

يعتقد علماء الآثار أن هذه القطعة الأثرية صُنعت بعدما آمن الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير بالمسيح والمسيحية، وأصدر مرسوم ميلان في عام 313 ميلادية مشرّعاً هذه الديانة، وحاثاً على تسامح الأديان. كما يستبعدون احتمال أن يكون قد صُنِع في جنوب النمسا، حيث وجد، "فالمواد التي صنع منها غير متوافرة في تلك المنطقة، وربما تدل صناعته الحرفية المتقنة إلى أنه صُنع في الإسكندرية أو رافينا أو أكويليا"، بحسب "ديلي ميل"، علماً أن الصندوق وجد مكسوراً، ما يشير إلى كسره قبل وضعه في القبر الرخامي الكبير.

يقرأون الآن