بعد اعلان وزارة الهجرة والمهجرين نيتها غلق ملف عودة النازحين وانهاء وجود المخيمات، فأن موجة نزوح جديدة سيشهدها العراق مع استمرار زحف القصف التركي في شمال البلاد.
وأجبر قصف الجيش التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني سكان منطقة سيدكان باقليم كردستان، وخاصة المزارعين ومربي الماشية، على الانتقال إلى مراعي أكثر أماناً، الا انهم يصرون على العودة لإنقاذ سبل عيشهم.
وتوجه العشرات من المزارعين ومربي الماشية إلى مكتب مدير ناحية سيدكان في أربيل، وأكدوا العزم على عدم التخلي عن وظائفهم على الرغم من الخطر المستمر من الضربات الجوية والطائرات بدون طيار والمدفعية، وطلبوا الإذن بمواصلة العمل.
وأعربوا عن قلقهم إزاء ارتفاع درجة الحرارة في الأراضي المنخفضة وطلبوا الإذن بالعودة إلى المرتفعات الأكثر برودة، وهي بيئة أكثر ملاءمة للزراعة والرعي.
وتم إصدار تصاريح لدخول مرتفعات المنطقة لـ 1403 أسر من مربي الماشية والمزارعين والنحالين.
ويمكن سماع القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني يومياً في المرتفعات.
ويتزايد التوتر في هذه المناطق مع استمرار الجيش التركي في توغله في إقليم كردستان.
وذكر رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية كريم عليوي المحمداوي ان "هناك تدخل تركي سافر في شمال العراق"، مبينا ان "هذا التدخل غير مرضي بالنسبة للشعب العراقي والحكومة العراقية".
وأضاف "صحيح ان هناك اتفاقات حددت مع الجانب التركي بتدخل قليل داخل الاراضي العراقية، وهناك معارضة كردية للحكومة التركية، وهذا ما تم الاتفاق عليه من خلال الحكومة العراقية والحكومة التركية، لكن ما نراه اليوم تدخل سافر في شمال العراق".
واكد ان "هناك احتلال اجزاء ليست قليلة من محافظة دهوك وهذا يشكل حالة خطيرة"، لافتا الى ان "لجنة الامن والدفاع ترفض هذا التدخل التركي".
وشدد "على وزارة الخارجية دعوة السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاج الى الحكومة التركية تتضمن عدم رضا الشعب العراقي على هذه الإجراءات"، لافتا الى "اننا نشكل اعتراضنا الكبير على هذا التدخل، ونرى ان هناك سيطرات من الجانب التركي داخل الاراضي العراقية لتفتيش المواطنين وهذا مرفوض جملة وتفصيلا".
وبين ان "على الحكومة العراقية ان تضع حدا لهذه الخروقات التي تحدث في شمال العراق".
كما اكد السياسي الكردي احمد حمه جعفر في تصريح، ان "7 قرى وقصبات ضمن محاور محيط دهوك شهدت في الايام 4 الماضية نزوح عشرات الاسر بسبب؛ تصاعد وتيرة القصف الجوي والمدفعي والمسيرات التركية".
واضاف ان "سيناريو الاجتياح الشامل لمناطق واسعة من محيط دهوك تلوح بالأفق"، مؤكدا ان "سلطات اقليم كردستان تتكتم على الاعداد الحقيقية لعدد الاسر النازحة ".
واشار الى ان "القوات التركية الان تتجول بارتال عسكرية في عدة مناطق وقصبات من محافظة دهوك"، داعيا "الحكومة المركزية في بغداد الى ان يكون لها موقف واضح تجاه الخروقات التركية".
وتشتهر مرتفعات سيدكان بمراعيها الخصبة، ولكن بسبب القتال المستمر وعدم الاستقرار بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لم يتمكن مربو الماشية والمزارعون ومربو النحل من الوصول إليها لمدة عامين.