شهدت العلاقات الأسترالية الصينية خلال السنوات الأربع الماضية خلافات دبلوماسية عديدة لا سيما خلال جائحة كورونا وما بعدها، وأسفرت عن فرض عقوبات وتبادل اتهامات بين الجانبين، إلا أن العلاقة تحسنت مؤخراً بين البلدين عقب استئناف التبادل التجاري.
لكن رغم ذلك حذرت وكالة الاستخبارات الإلكترونية الأسترالية اليوم الثلاثاء من "الخطر" المتزايد الذي يمثله قراصنة صينيون، مؤكدة أنهم يبحثون "بنشاط" عن أهداف لاختراقها.
مهارات متطورة
وأشارت "مديرية الإشارات" الأسترالية بشكل خاص إلى مجموعة القرصنة "إيه بي تي 40" في مذكرة فنية مفصلة كشفت عن مهارات المجموعة المتطورة.
كما جاء في المذكرة أن مجموعة "+إي بي تي 40+ استهدفت بشكل متكرر شبكات أسترالية وشبكات الحكومة والقطاع الخاص في المنطقة، والتهديد الذي تشكله على شبكاتنا مستمر".
وقالت مديرية الإشارات إن المجموعة نفذت "عمليات إلكترونية مؤذية" لحساب ذراع وزارة أمن الدولة الصينية ومقرها مقاطعة هاينان.
كذلك أضافت أن المجموعة سعت لاختراق أجهزة قديمة ومنسية لا تزال متصلة بشبكات كمبيوتر حساسة.
وباستخدام أجهزة الكمبيوتر هذه للحصول على "موطئ قدم" من دون رصدها، تمكنت المجموعة بعد ذلك من استغلال نقاط الضعف واختراق المعلومات "بسرعة".
وقال جهاز الاستخبارات إن "إيه بي تي 40 تجري بنشاط عمليات استطلاع منتظمة ضد شبكات مثيرة للاهتمام في أستراليا، وتبحث عن فرص لاختراق أهدافها".
وأُعدت المذكرة بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وشركاء دوليين آخرين.
ثغرات في النظام الأمني
وقال خبراء في مجال الأمن السيبراني إن أستراليا أصبحت هدفا لقراصنة المعلوماتية نظرا وجود ثغرات في نظامها الأمني.
يذكر أن موانئ رئيسية تمثل 40 في المئة من تجارة الشحن الأسترالية تعطلت في وقت سابق هذا العام بعد أن اخترق قراصنة أجهزة كمبيوتر تابعة لشركة الموانئ.
واخترق قراصنة مقرهم روسيا في 2022 إحدى أكبر شركات التأمين الصحي الخاصة في أستراليا، وتمكنوا من الوصول إلى بيانات أكثر من تسعة ملايين زبون حالي وسابق.
وفي أيلول/سبتمبر 2022 وقعت شركة الاتصالات أوبتوس فريسة لاختراق بيانات بحجم مماثل طال بيانات شخصية لما يصل إلى 9,8 ملايين شخص.
كذلك اتهمت الحكومة النيوزيلندية في وقت سابق هذا العام مجموعة "إيه بي تي 40" بشن هجوم معلوماتي استهدف برلمان البلاد في 2021.