News

لماذا لم يدفع لبنان ثمن الوقود العراقي؟

لماذا لم يدفع لبنان ثمن الوقود العراقي؟

وافقت الحكومة العراقية أخيرًا على إطلاق وتفريغ الوقود الذي كان ينتظره لبنان "في الوقت القاتل" قبل أيام قليلة من دخول البلاد في ظلام شامل، فلبنان كان على وشك نفاد الوقود وانطفاء الكهرباء في جميع انحاء البلاد مع حلول نهاية الأسبوع الجاري، في حين لا تستطيع بيروت الطلب من العراق تفريغ المزيد من الوقود حيث تمتنع بغداد عن ذلك بسبب تأخر لبنان بدفع الأموال مقابل عامين كاملين من استيراد الوقود.

وتبلغ الأموال العراقية بذمة لبنان أكثر من مليار دولار، بعد ان مدد العراق اعفاء لبنان من دفع المستحقات لعامين متتالين، في حين تكشف وسائل اعلام لبنان ونقاشات صحفية داخلية عن السبب الحقيقي وراء عدم دفع مستحقات العراق ووصول لبنان الى العيش في "الوقت القاتل" والخوف من انطفاء محطات الكهرباء باي لحظة انتظارًا لـ"عطف العراق" وسماحه بتفريغ الوقود دون والاعفاء من الدفع للمرة الثالثة.

ويشير الصحافي محمد وهبة، الى ان مجلس الوزراء اللبناني كان اصدر مرسومًا يحيل إلى مجلس النواب اللبناني مشروع قانون تجديد عقد اتفاق بيع زيت الفيول بنحو مليون طن بين العراق ولبنان لغاية نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعدها بأشهر صدر المرسوم الذي يحيل إلى مجلس النواب مذكرة تفاهم لتجهيز وتجديد العقد من 1/11/2023 لغاية 31/10/2024.

وأضاف انه طوال هذا الوقت، كان الملف نائماً في مجلس النواب ولم يُعرض في أيٍّ من جلسات المجلس، سواء تلك التي تعقدها اللجان المشتركة أو الجلسة العامة، وبنتيجة هذا الإهمال الفاضح، لا يمكن ل‍مصرف لبنان أن يسدّد عن مؤسسة كهرباء لبنان المبالغ المتراكمة والمستحقة الدفع للعراق بموجب هذا العقد، لأنه غير مبرم في مجلس النواب.

ويبين ان العراق سبق أن منح لبنان استثناءات بالجملة لشحنات سابقة استحقت وجرى توريدها من ضمان التسديد"، متسائلا: "أين كان مجلس النواب منذ 18/1/2023؟، لبنان على بُعد ساعات من العتمة بسبب تناقص مخزون الوقود لتشغيل المعامل".

ويصف أن "الاعتياد اللبناني على هذا النمط مذهل، كل ما كان يتطلّبه الأمر لتجنّب ما جرى، هو أن يقرّ مجلس النواب الاتفاق الموقّع مع العراق وأن يدفع لبنان ثمن الشحنات عند استحقاقها المتفق عليها، أي بعد ستة أشهر من تسلّم الشحنة، فبمجرد صدور قانون من مجلس النواب يصبح الاتفاق مبرماً وقانونياً، وعندها لا يمكن ل‍مصرف لبنان إلا أن يدفع ثمن الشحنات المتراكمة، لكن منذ أكثر من سنة ونصف سنة، ينام الملف في أدراج هيئة المكتب، رئاسة مجلس النواب لا تريد لهذا العقد أن يصبح شرعياً وقانونياً من دون أسباب واضحة أو معلنة، والآن المطلوب تزخيم مسار التسوّل وتدعيمه باتصالات من هنا وهناك حتى تظهر بطولات وهمية لهذه الشخصية السياسية أو لتلك"، بحسب وصفه.

يقرأون الآن