مع استمرار التصعيد والقتال بين جماعة حزب الله وإسرائيل وسط مخاوف من توسّع الحرب، يستمر سلاح الجوّ الإسرائيلي بتنفيذ غارات بهدف اغتيال قادة للحزب.
فقد نفّذت إسرائيل عمليات كثيرة منذ بدء الحرب على غزة، طالت فيها قيادات هامة لحزب الله، أبرزهم وسام الطويل، وطالب عبد الله (قائد فرقة نصر) ومحمد ناصر (قائد فرقة عزيز)، الذين لعبوا أدواراً أساسية في إدارة عمليات الجماعة في الجنوب.
أمام هذا الوضع، يُجمع محللون وخبراء على أن الخرق الإسرائيلي للحزب لا يُمكن حصره بالتفوّق التكنولوجي فقط، وإنما بدور كبير للعنصر البشري في مراقبة وتتبع الهدف المرصود.
فهل من عملاء؟
مع أن حزب الله قد لجأ مؤخراً بحسب تقارير صحافية لاستخدام تقنيات قديمة مثل جهاز "البياجر" الصغير الذي يسهل حمله ويُستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة المشفّرة، كما حظّر في شباط/فبراير الماضي استهداف الهواتف النقالة لإغلاق الباب أمام إسرائيل ومنعها من التسلل وكشف حركة المقاتلين، إلا أن الطيران المسيّر يواصل شنّ هجمات في قرى الجنوب وفي العمق اللبناني ما يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل هي التي تفعل فعلها في الميدان أم أن العنصر البشري يلعب دورا"، خصوصاً بعد قرار حظر الهواتف.
في هذا السياق، أوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ"العربية.نت"، أن الخرق الاسرائيلي ليس مرتبطاً حصراً بمسألة الهواتف رغم دورها الأساسي في تتبع حركة المقاتلين، مشيراً إلى أن هناك وسائل أخرى لدى إسرائيل لا يُمكن الاستهانة بها وهي مرتبطة بالتفوّق التكنولوجي، إضافة إلى التعاون مع أجهزة استخبارات خارجية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الاستهدافات تُركّز على كادر معيّن لدى الحزب لديه حضوره ودوره في الميدان.
رغم ذلك، لم تستبعد المصادر الدور البشري في عمليات استهداف مقاتلي الحزب، في إشارة إلى "العملاء"، خصوصا وأن كل عملية استهداف تخضع للتقييم والتدقيق ثم التحقيق.
كما تابعت أن الاستهدافات تراجعت أخيراً نتيجة إجراءات اتخذها حزب الله، مؤكدة أن الأيام المقبلة ستشهد تأثير تلك الإجراءات الذي سيكون أكثر فاعلية في الميدان.
وكشفت وجود خرق إسرائيلي تقني لشبكة الاتصالات الخاصة "شبكة أرضية"، التابعة لحزب الله في إحدى القرى الجنوبية تمت معالجته مؤخراً.
عملاء بين النازحين
إضافة إلى الخرق التقني، أكدت المصادر وجود خرق بشري للحزب من خلال نازحين سوريين لا يزالون في قرى الجنوب، مكلّفين القيام بأعمال التصوير والإبلاغ عن أهداف تابعة للحزب، وهم الآن يخضعون للتحقيقات من قبل الوحدة الخاصة بالحزب المسؤولة عن التحقيق مع العملاء ومحاكمتهم.
من جهته، قال رئيس تحرير موقع "جنوبية" علي الأمين لـ"العربية.نت"، إن التفوق التكنولوجي واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الاعتماد على بصمة الصوت، عوامل أساسية ساهمت في الخرق الإسرائيلي لحزب الله، خصوصاً وأن إسرائيل استفادت من تجربة حرب تموز 2006 لتطوير الجانب الاستخباراتي والتكنولوجي وتحصيل المعلومات.
كما اعتبر أن الاتّكال على العنصر البشري وارد، لكن الأساس يبقى التطور التكنولوجي لجمع المعلومات، وحزب الله استطاع حماية الكادر الأمني لديه من الاختراق بدليل عدم قدرة إسرائيل حتى الآن من أن تطال قاعدة الصواريخ الدقيقة.
يذكر أنه وبعد اغتيالات قادة هامين خلال الأسابيع الماضية، بدأ حزب الله باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل.
كما بدأت الجماعة أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، منها الطائرات المسيرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية.