قبل 27 عاما، كان مايكل جوردان يستعد لخوض موسمه الأخير مع شيكاغو بولز في دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين، وأراد حينها ختام مسيرته مع الفريق الذي مثله منذ 1984، بأفضل طريقة ممكنة، وهي إحراز لقب NBA للمرة السادسة.
وأدرك جوردان وقتها بأن إدارة شيكاغو بولز، تعتقد أن مرحلة الفريق بلاعبيه آنذاك قد انتهت، لكنه كافح من أجل الحفاظ على قوام الفريق ومدربه الأسطوري فيل جاكسون، من أجل تحقيق اللقب السادس على التوالي، لإيمانه بأن الوقت لا يزال مبكرا لإجراء عملية إحلال وتبديل.
وقبل بداية الموسم، خاض شيكاغو بولز، دورة ودية في باريس، وتسلطت الأضواء على جوردان، ليثبت أنه أسطورة عالمية وأحد أبرز نجوم الرياضة، وهو الأمر الذي ركز عليه المسلسل الوثائقي "الرقصة الأخيرة"، الذي ركز على موسم اللاعب الأخير مع الفريق.
وبالفعل تحققت نبوءة جوردان، ليتمكن شيكاغو بولز من إجراز لقب الدوري في نهاية الموسم، بعد تخطي يوتا جاز في سلسلة النهائي، ولم نشاهد النجم الأسطوري أبدا بالقميص الأحمر بعد ذلك.
باريس.. سطر النهاية مجددا
هذه الأيام، يعيش ليبرون جيمس، وضعا مشابها، حيث يتطلع لتمثيل المنتخب الأميركي في منافسات أولمبياد باريس 2024، ويضع نصب عينيه إحراز الذهبية الأولمبية الثالثة في مسيرته المرصعة بالألقاب والإنجازات، علمًا بأنه أحرز الميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا 2004.
ويبلغ جيمس من العمر 39 عاما، وسبق له الفوز بلقب دوري NBA 4 مرات مع أندية ميامي هيت وكليفلاند كافالييرز ولوس أنجلوس ليكرز.
كما فاز جيمس 4 مرات بجائزة اللاعب الأكثر قيمة MVP، ولم يتبق فعليا أمر لم يتمكن من تحقيقه في عالم كرة السلة، بيد أن نهمه الدائم لحصد الألقاب، يجعله راغبا في استمرار مسيرته الناجحة.
وبرفقة لاعبين ملهمين أمثال ستيفن كوري وأنتوني ديفيس وجويل أمبيد وجايسون تايتوم، سيكون جيمس أمام مهمة أولمبية صعبة، لأن كرة السلة تغيرت، وأصبحت عالمية أكثر من أي وقت مضى، مع وجود منتخبات أخرى يمكنها المنافسة على الذهبية مثل كندا وأستراليا وإسبانيا وفرنسا.
هدف فريد
أصر جيمس على أنه يتطلع لمواصلة اللعب في الأربعينيات من عمره، طالما أن وضعه البدني يسمح له بذلك، مما يضمن له تحقيق أمنية فريدة تتمثل في اللعب بنفس الفريق إلى جانب نجله بروني.
ووقع اختيار لوس أنجلوس ليكرز، على بروني جيمس، في عملية "الدرافت" قبل بداية الموسم، ومن المقرر أن يكون إلى جانب والده ليبرون، أول والد ونجله يلعبان في فريق واحد بتاريخ دوري السلة الأميركي.
لكن من المؤكد أن مسيرته مع منتخب بلاده ستنتهي في أولمبياد باريس، ليفسح المجال أمام جيل جديد من اللاعبين الذين يمكنهم قيادة المنتخب الأميركي إلى ألقاب جديدة، وستشهد باريس رقصته الأخيرة مع فريق الأحلام، تماما كما شهدت رقصة جوردان الأخيرة مع شيكاغو بولز.