وثقت شهادات أدلى بها مدرسون وتلاميذ لمنظمة العفو الدولية، تهديدات لحركة طالبان بالعنف تجاه الداعين للسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس.
وقالت المنظمة إنها أجرت مقابلات هاتفية مع 11 معلما وإداريا في المدارس و 10 طلاب تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عاما في الفترة بين 16 سبتمبر و 8 أكتوبر في جميع أنحاء أفغانستان، وأجمعت الشهادات على وجود تهديدات ومضايقة من طالبان ما جعل نسبة الالتحاق بالمدراس منخفضة.
وسمحت طالبان للطلاب الذكور بالعودة إلى المدارس، لكنها رفضت ذلك بالنسبة للفتيات، وأصرت على ضرورة وجود "بيئة تعليمية آمنة" قبل أن تتمكن الفتيات من العودة.
وقالت عدة طالبات في المدارس الثانوية إنهن فقدن طموحهن للتعلم، لأن طالبان لن تسمح لهن بالعمل، حتى إن سمحت لهن بالتعلم، إلا في مجالات محددة مثل التعليم والرعاية الصحية.
وتخشى الأسر من إرسال الفتيات إلى المدارس خوفا من تهديدات طالبان بالانتقام من كل من يفعل ذلك.
وينقل تقرير المنظمة عن زينات، اسم مستعار على غرار باقي الشهادات، وهو مدرس في مقاطعة سامانغان، أن الآباء يخشون أنهم إن أرسلوا بناتهم إلى المدارس سيتعرضن للضرب على أيدي عناصر طالبان.
كما قال الذين أجريت معهم مقابلات إن هناك حالات غياب واسعة النطاق بين المعلمين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم دفع طالبان رواتبهم. وقد أدى ذلك بالعديد من المدارس الابتدائية إما إلى العمل بقدرة منخفضة، أو إلى إغلاق أبوابها بالكامل.
وقالت باشتانا، وهي معلمة في مدرسة ثانوية، لمنظمة العفو الدولية إنها تلقت تهديدات بالقتل من طالبان، واستدعيت إلى المحكمة المحلية لمحاكمتها بسبب تعليمها السابق للرياضة المختلطة.
وتكشف المعلمة أنها تلقت رسالة تهديد من أعضاء طالبان يحذرونها " إن أمسكنا بك سنقطع أذنيك ليكون ذلك درسا للآخرين في المقاطعة" ما دفعها إلى الاختباء حتى عن عائلتها.
أما عفت، 22 عاما، فتعرضت للضرب هي وشقيقها، 16 عاما، بسبب حضورهما لصف اللغة الإنكليزية التي وصفها أعضاء طالبان بـ"لغة الكفار".
وينقل تقرير المنظمة عن معلمة أخرى في مدرسة ثانوية أن عناصر طالبان أخضعوها للمضايقة والترهيب بعد مقابلة إعلامية اشتكت فيها من الرواتب ومن منع الفتيات من الدراسة، مشيرة إلى أن زملاء لها هددتهم طالبان بطردهم من منازلهم بسبب ذلك.
وواجهت طالبان، التي اتسمت فترة حكمها السابقة لأفغانستان من العام 1996 حتى 2001 بالقسوة والاضطهاد، غضبا دوليا بعدما استبعدت النساء والفتيات من التعليم والعمل في أنحاء البلاد.