يستقوى ريال مدريد بسلاح تاريخي، وسط ترقب عشاق كرة القدم لوجبة جديدة، بعد أيام قليلة من انتهاء منافسات بطولة يورو 2024 في ألمانيا.
وتستعد فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف في العاصمة باريس، حيث ستقام منافسات كرة القدم خلال الفترة من 24 يوليو/ تموز الجاري إلى 10 آب/ أغسطس المقبل.
وكان النادي المدريدي أعلن منذ فترة طويلة أنه لن يسمح بمشاركة لاعبيه في الأولمبياد، في ظل تزامنها مع فترة الإعداد للموسم الجديد 2025/2024.
وحرم ريال مدريد بقراره عددا من نجومه من المشاركة في الأولمبياد، على رأسهم الوافد الجديد كيليان مبابي، الذي كان مرشحا لحمل علم بلاده في حفل الافتتاح حال استمراره مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.
وتعنتت أندية أخرى في السماح للاعبيها بالمشاركة في الأولمبياد سواء بقرار علني أو اتفاق ضمني شفهي مع نجومها، لتحرم المنتخبات الـ16 المشاركة في منافسات كرة القدم من الاستفادة بضم 3 لاعبين فوق سن 23 عاما.
وتتسلح الأندية الأوروبية بأن كرة القدم في الأولمبياد، مسابقة لا تندرج في الأجندة الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
هل تتغير القواعد؟
بعد موقف ريال مدريد وغيره من الأندية، خرجت بعض المطالبات لفيفا، باعتبار كرة القدم في الأولمبياد منافسة رسمية، يحق للدول فيها استدعاء من تريده من اللاعبين.
لكن بالرجوع لسجلات التاريخ فإنه لا يبدو أن فيفا بصدد تعديل هذه اللائحة، بل يبقى ريال مدريد منتصرا في معركة بدأت قبل 92 عاما.
دخلت كرة القدم ضمن منافسات الأولمبياد منذ النسخة الثانية في باريس 1900 بينما لم تظهر مرتين، في أثينا 1896 ولوس أنجلوس 1932.
وغابت كرة القدم عن أولمبياد 1932 لمنح فرصة أكبر للترويج للبطولة الجديدة للفيفا "كأس العالم" التي انطلقت لأول مرة في عام 1930 بأوروغواي.
وبعدها وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم العديد من القيود على الأولمبياد، لتصبح كأس العالم مع مرور الوقت هي البطولة الأولى، بل ووصل الأمر لفرض قيود على منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية، بالاستعانة بلاعبين هواة حتى أولمبياد لوس أنجلوس 1984.
ووقتها تم السماح لمنتخبات القارتين بالاستعانة بلاعبين محترفين، لم يشاركوا في كأس العالم.
واستمر التضييق بتحديد قاعدة جديدة وهي الاستعانة بلاعبين أعمارهم لا تتجاوز 23 عاما، بدءا من دورة برشلونة 1992.
وبعد 4 أعوام في أولمبياد أتالانتا 1996 كانت هناك طفرة جديدة بالسماح بمشاركة 3 لاعبين فوق سن 23 عاما، مع دخول منافسات كرة القدم النسائية التي لا تشترط أي قيود سواء على مستوى عامل السن أو نوعية اللاعبين.
ولمع بفضل هذه اللائحة عدد من النجوم قادوا بلادهم للذهب الأولمبي، مثل النيجيري إيمانويل أمونيكي في 1996 والكاميروني باتريك مبوما في 2000 والثنائي الأرجنتيني روبرتو فابيان آيالا وخوان رومان ريكيلمي في 2004 و2008، والمكسيكي خيسوس كورونا في 2012، والثنائي البرازيلي نيمار جونيور وداني ألفيس في 2016 و2020.