الأسهم الآسيوية تنتعش.. وهذا هو السبب!

سارت الأسهم الآسيوية على خطى انتعاش وول ستريت، حيث نظر المستثمرون إلى ما هو أبعد من إنهاء جو بايدن لحملة إعادة انتخابه، للتركيز على بداية موسم أرباح شركات التكنولوجيا.

أوقف مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) للأسهم الآسيوية تراجعه الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، مع ارتفاع الأسهم في تايوان واليابان. وتقلبت أسهم هونغ كونغ عند الافتتاح. جاء ذلك بعد ارتفاع بنسبة 1.1% في مؤشر "إس آند بي 500" قبل إعلان أرباح شركتي "تسلا"، و"ألفابت" المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

عاد الشعور بالهدوء إلى الأسواق بعدما أدت التقييمات المرتفعة والشكوك السياسية إلى عمليات بيع مكثفة، بقيادة أسهم التكنولوجيا، خلال الجلسات القليلة الماضية. وحتى مع العناوين الرئيسية العديدة التي أعقبت قرار بايدن بالانسحاب من السباق وتأييد كامالا هاريس، تراجعت التقلبات في الولايات المتحدة مع ظهور المشترين عند الانخفاض.

معنويات المخاطرة

قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك "ميزوهو" في سنغافورة: "يبدو أن معنويات المخاطرة قوية مع دعم الديمقراطيين لكامالا هاريس، أو على الأقل اقترابها من الحصول على ذلك الدعم". وأضاف: "ما تبقى الآن هو أن نرى ما إذا كانت الدورة الصعودية ستشهد تحقق المكاسب من قبل (العظماء السبعة)، لتصبح على نطاق أوسع يشمل أسهم الشركات الصغيرة".

قال روبرت كابيتو رئيس "بلاك روك" أكبر شركة إدارة أصول في العالم، إن سوق الأسهم جاهزة لتحقيق الاستفادة بينما يوزع المستثمرون حيازاتهم النقدية الهائلة.

انخفضت عوائد سندات الخزانة قبل صدور بيانات هذا الأسبوع حول الاقتصاد، بالإضافة إلى مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. وخلال معظم شهر يوليو، أدت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى ارتفاع السندات قصيرة الأجل- مما أدى إلى تضييق الفجوة مع آجال الاستحقاق الأطول.

ارتفعت قيمة الين الياباني بشكل طفيف، لتحوم بالقرب من 157 يناً للدولار قبيل اجتماع سياسة بنك اليابان الأسبوع المقبل. ويرى مسؤولو بنك اليابان أن الضعف في الإنفاق الاستهلاكي سيعقد قرارهم بشأن رفع أسعار الفائدة هذا الشهر، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

ارتفعت عوائد السندات الأسترالية، في حين لم تتغير العملة إلا قليلاً بعد انخفاض دام ستة أيام مع تراجع أسعار السلع الأساسية. واستقر الدولار الأميركي في التعاملات الآسيوية المبكرة.

في أماكن أخرى من آسيا، ستُقدم وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيثارامان الميزانية اليوم، لتحدد الأولويات الاقتصادية للحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

المستثمرون يترقبون تقارير الأرباح

تشمل الأرباح المقرر إعلانها في المنطقة خلال هذا الأسبوع، كلاً من شركات "إس كي هاينكس" (SK Hynix Inc)، و"كونتيمبوراري أمبريكس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology Co)، و"كينس" (Keyence Corp).

ويتوقع ما يقرب من ثلثي المشاركين في استطلاع بلومبرغ "ماركتس لايف بالس" (Markets Live Pulse) أن تؤدي الأرباح إلى تنشيط المؤشر الأميركي. وارتفع مؤشر "العظماء السبعة" بأكثر من 2%، أمس الإثنين، مع قيادة شركتي "تسلا" و"إنفيديا" للمكاسب.

بعد قيادة الارتفاع في الأسهم الأميركية معظم أيام العام، اصطدمت شركات التكنولوجيا الكبرى بجدار خلال الأسبوع الماضي. وتحول المستثمرون من الأسهم الضخمة المرتفعة بقوة إلى الأجزاء الأكثر مخاطرة والأسهم المتراجعة في السوق، مدفوعين بالرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية والتهديد بفرض المزيد من القيود التجارية على شركات صناعة الرقائق.

يؤكد الاستراتيجيون في "معهد بلاك روك للاستثمار" اقتناعهم بآفاق الأسهم الأميركية، على رغم أن "إس آند بي 500" سجل أسوأ أسبوع له منذ ثلاثة أشهر.

تراجع التضخم في الولايات المتحدة يساهم بطمأنة الفيدرالي

سيصبح الطريق نحو خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة أكثر وضوحاً في الأسبوع المقبل، وسط علامات جديدة على تراجع التضخم وتباطؤ النشاط الاقتصادي.

اعتبر فريق الاستراتيجيين بقيادة وي لي في مذكرة، التراجعات بمثابة "فرصة للتوجه إلى الأسهم". وأضافوا أنه "بالنظر إلى الضجيج على المدى القريب" بشأن ارتفاع أسهم الشركات الصغيرة، إلا أنه من المرجح أن تستمر شركات التكنولوجيا الكبرى في تحقيق العائدات، وهو ما ينعكس إيجابياً على الأسواق.

لم تشهد تقديرات أرباح مؤشر "إس آند بي 500" انخفاضاً في الربع الثاني بنفس القدر الذي حدث في السابق، وفقاً للاستراتيجيين في "جي بي مورغان"، وهي علامة على أنه لا يوجد مجال كبير لخيبة الأمل في موسم الأرباح الحالي. وقال فريق بقيادة ميسلاف ماتيجكا إن التوقعات عادة ما تنخفض بنسبة 5% في الأشهر الثلاثة السابقة للنتائج، لكن هذه المرة كانت النسبة حوالي 1%.

وفي سوق السلع، استقرت أسعار النفط بالقرب من أدنى مستوى لها خلال ستة أسابيع، حيث كان المتداولون ينتظرون أدلة جديدة حول أرصدة السوق، بما في ذلك توقعات المخزونات الأميركية.

يقرأون الآن