اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، في وقت متأخر من يوم الجمعة، بين أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر مسلّحة تتبع لـ"كتيبة طوباس" في طوباس شمال الضفة الغربية، وذلك عقب محاولة الأجهزة الأمنية اعتقال أحد قادة الكتيبة من سرايا القدس "الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي"، والذي فرّ من المكان، فيما جرى اعتقال شقيقه، قبل أن يفرج عنه عقب تهديدات من الكتيبة.
وبحسب مصادر محلّية، وأخرى مقرّبة من الكتيبة، فإن الأمن الفلسطيني اقتحم المنطقة الجنوبية لمدينة طوباس قرب جامعة القدس المفتوحة، واعتقل من بينهم الشاب حامد مسلماني، وهو شقيق المطارد عمران مسلماني المطلوب للجيش الإسرائيلي، وأحد قادة كتيبة طوباس. وقال المصدر المقرّب من الكتيبة إن الأجهزة الأمنية اشتبهت بالمطارد عمران واعتقلت شقيقه بدلًا منه، وأطلقت النار بشكل عشوائي، ما يوحي بنوايا مبيتة بالاستهداف والاغتيال بحق أفراد الكتيبة وذويهم والمقرّبين منهم، وذلك في سياق حملات الملاحقة المباشرة، ما دفع أفراد الكتيبة للردّ المباشر بإطلاق النار على مقرّات الأجهزة الأمنية.
كتيبة جنين تهدد باستهداف الأمن الفلسطيني
وفي أعقاب الحادثة، أغلق عشرات الشبّات الغاضبين مداخلاً وطرقاً رئيسية في طوباس، وأشعلوا الإطارات المطاطية، واندلعت مواجهات بالحجارة بين الشبّان وعناصر الأجهزة الأمنية الذين استمروا بإطلاق النار المباشر، والقنابل المسيّلة للدموع، كما جابوا شوارع طوباس بمركبات مدنية، في سياق ملاحقة الشبّات الرافضين لملاحقة المطارد مسلماني، وفق ما يقول المصدر المقرّب من الكتيبة الذي أوضح أن الكتيبة في مرّات عديدة سابقة أكدت أنها لا تسعى للمواجهة والاشتباك بين عناصر الأمن الفلسطيني، وأن بندقيتهم موجّهة صوب الجيش الاسرائيلي.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية صعّدت من ملاحقتها لأفراد الكتيبة في الآونة الأخيرة، حيث اعتقلت قبل يومين الناشط في الكتيبة، وديع فقها، كما صادرت سلاحاً متطوراً من أحد أبرز قادة الكتيبة، بالإضافة إلى تنفيذها دوريات مستمرة تجوب الشوارع في ساعات الليل والنهار، عدا عن نصب الحواجز والكمائن، وتنفيذ عمليات تشويه ممنهجة بحق قادة وكوادر الأجهزة الأمنية، وذلك كلّه من أجل دفع الكتيبة للخروج من العمل السرّي إلى العلني المكشوف، وجرّهم إلى مربع الخلافات الداخلية على حساب العمل المقاوم.
بيان لسرايا القدس حول حادثة طوباس
وبعد الحادثة، نشرت "سرايا القدس - كتيبة طوباس" بياناً عبر صفحتها على "تليغرام"، جاء فيه: "تقوم الأجهزة المكلفة من قبل جهاز الشاباك الإسرائيلي باعتقال واغتيال المجاهدين بلا رحمة ولا شفقة وبلا دوافع دينية وإنسانية، وما يحصل الآن في مدينة طوباس، قام عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمحاصرة أحد مجاهدي كتيبة طوباس أثناء تواجده في إحدى الأمكان، وقاموا بإطلاق الرصاص بشكل مباشر عليه، وعلى المدنيين العزل ولكن بفضل الله نجى من محاولة الاغتيال الفاشلة، واعتقال شقيقه".
وناشدت الكتيبة في بيانها من وصفتهم "كبار عشائر محافظة طوباس" بأن يقفوا عند مسؤولياتهم. وقالوا في البيان "إنه يجب وضع حد لأبناء الأجهزة الأمنية، وأن الطريق الذي سار عليه المجاهدين ليس لقتال أبناء جلدتهم، بل لقتال العدو الصهيوني". وحذّرت كتيبة طوباس من أن "أفعال الأجهزة الأمنية لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي وذلك من شأنه أن يفتح شلّالاً من الدماء التي حرّمها الله"، وفق بيانهم، وقالوا: "نحن لم نخرج إلا لقتال الأعداء المُحتلين لأرضنا ومُقدساتنا ودحرهم بالدم والعقيدة، ونذكركم بعملية الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو قبل أيام بأغتيال أحد أفراد الأجهزة الأمنية ولم نر منكم أي رد فعل أو استنكار".