بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران بغارة نسبت إلى إسرائيل، واغتيال تل أبيب القيادي العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، تتأهب إسرائيل لسيناريوهات رد انتقامي محتمل.
1- الرد غير المباشر
يتمثل السيناريو الأول في أن تقوم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بإطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل للانتقام من اغتيال هنية، وفق الخبير في الشؤون الإيرانية جابر رجبي.
2- لا حرب ولا سلام
أما السيناريو الثاني فهو "تفاهم" إيران وحزب الله وحماس مع إسرائيل على عدم حدوث هجوم في حالة وقف إطلاق النار.
إلا أنه من غير المحتمل أن يرضى المرشد الإيراني علي خامنئي بذلك بعد التحدي الذي واجهه في طهران، لا سيما أن زعيم حزب الله حسن نصرالله قال في كلمة الخميس إن "الرد آت لا محالة".
3- هجوم غير متناسب
من المحتمل أيضاً أن تهاجم إيران السفن أو الأماكن غير الإسرائيلية بادعاء ارتباطها بإسرائيل، كما حدث في الماضي.
إلا أنها بذلك، ستزيد أبعاد الهزيمة وتظهر ضعفاً أكبر، حسب رجبي.
4- حرب لعدة أيام
يمكن لإيران شن هجمات على إسرائيل لعدة أيام.
كما يمكنها الاستفادة من الناحية الإعلامية وخلق فرص للمفاوضات السرية مع الدول الغربية وأميركا.
كذلك يمكنها إعادة قواعد الاشتباك إلى حالتها الطبيعية.
في المقابل، يرى العديد من المحللين أن الرد سيكون محدوداً ولن يمتد ليصبح حرباً شاملة تشعل المنطقة.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني أعلن الأربعاء مقتل إسماعيل هنية مع حارس شخصي له في مقر إقامته بطهران بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن "هنية كان في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران" عندما قتل بـ"مقذوف جوي" قرابة الساعة الثانية فجراً (22.30 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).
إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت عن 8 مسؤولين تحدثت إليهم، بينهم إيرانيان، أن اغتيال هنية تم بعبوة ناسفة هُربت سراً إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم.
كذلك نقلت عن 5 مسؤولين من المنطقة، أنه تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريباً في دار الضيافة التي يديرها ويحميها الحرس الثوري الإيراني، وهي جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم "نشاط" في حي راق شمال طهران.
يشار إلى أن خامنئي كان توعد بإنزال "أشد العقاب" بإسرائيل بعد الاغتيال. غير أن إسرائيل، التي حملتها السلطات الإيرانية بوضوح مسؤولية مقتل هنية، لم تصدر أي تصريح بشأن الاغتيال.
حزب الله ومجدل شمس
وقبل ساعات من الهجوم على طهران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى" في ضاحية بيروت الجنوبية على فؤاد شكر، المتهم بالمسؤولية عن قصف صاروخي أسفر عن مقتل 12 فتى وفتاة السبت في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية المحتلة.
فيما أكد مصدر مقرب من حزب الله الأربعاء العثور على جثة فؤاد شكر تحت أنقاض المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب اللبناني الموالي لإيران. وكان حزب الله قد نفى مسؤوليته عن هجوم مجدل شمس.
وقد شكل اغتيال شكر ضربة قوية ويشير لحدوث خرق أمني كبير لحزب الله، خاصة أنه قتل في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، وتحديداً في حارة حريك، التي تعد المربع الأمني لحزبه الله.