منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وكييف تلح على شركائها الغربيين أن يزودوها بطائرات مقاتلة حديثة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، تسلّم كييف الدفعة الأولى من هذه الطائرات، ما يلقى ترحيباً كبيراً سواء من الأوكرانيين أو من الدول المؤيدة لهم.
وتعد هذه الطائرات الأميركية الصنع من بين أهم الأسلحة التي تم منحها لأوكرانيا حتى الآن، بينما تجهد قواتها لصد الجيش الروسي.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تحتاج من 120 إلى 130 طائرة أف-16 أو غيرها من الطائرات المقاتلة المتطورة لتحقيق "تكافؤ" مع روسيا.
وأضاف: لماذا أقول 120 أو 130؟ الهدف هو الدفاع عن الأجواء ضد 300 طائرة. هذا هو عدد الطائرات التي تستخدمها روسيا ضد أوكرانيا".
ولكن حلفاء أوكرانيا لم يلتزموا إلا بتزويدها بأقل من 100 طائرة من طراز أف-16 حتى الآن، ومن المرجح أن تصل على دفعات وعلى مدى سنوات مع دورات تدريبية طويلة للطيارين.
وباتت صيانة هذه الطائرات متعذرة باعتبار أنها تحتاج إلى قطع غيار روسية وتفتقر إلى القدرات لإبعاد الطائرات المقاتلة الروسية عن أجواء أوكرانيا.
وترى كييف أن الطائرات الغربية المتطورة ضرورية لمساعدة القوات الأوكرانية التي تفتقر إلى التسليح والعديد.
وقال تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "إن قدرات طائرات أف-16 تمكّن أوكرانيا من تعريض المزيد من الأهداف الروسية للخطر، وبالتالي اكتساب المزيد من القوة في الميدان وعلى طاولة المفاوضات".
وأضاف التقرير "أن العنصر المفقود في التفوق الجوي لأوكرانيا يكمن في القدرة الجوية الهجومية التي ستبدأ مقاتلات أف-16 بتوفيرها".
كما ستساعد هذه الطائرات في تعزيز دفاعات أوكرانيا ضد الضربات الروسية من خلال اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، واستهداف المقاتلات الروسية التي ضربت المواقع الأوكرانية في الأشهر الأخيرة.
وأشار تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن ما سيجعل من دخول هذه الطائرات ساحة المعركة أمراً حاسماً يعتمد على عوامل عدة، منها نوع الأسلحة المقدمة للطائرات ومستوى كفاءة الطيارين والقيود المحتملة على الاستخدام التي يفرضها الداعمون الغربيون.
ورغم مزاياها، فإن مقاتلات أف-16 ستعمل في أجواء صعبة.
وسيواجه طياروها دفاعات جوية روسية هائلة، ما يمنحهم خيارات محدودة لمهاجمة مواقع العدو، وفقاً لجوستين برونك من مؤسسة RUSI البريطانية للأبحاث الدفاعية.