ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "حزب الله أطلق في الثامن من تشرين الأول صواريخه على إسرائيل "تضامناً" مع هجوم حماس الذي وقع في اليوم الذي سبقه. لكن خلال الأسبوع الماضي، تزايدت المخاوف من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق، بعد الاغتيالين المتتاليين للقائد العسكري الأعلى لحزب الله فؤاد شكر في بيروت والرئيس السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، وذلك رداً على مقتل 12 طفلاً في هجوم صاروخي على بلدة مجدل الشمس في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وألقت الأخيرة باللوم على حزب الله، حليف إيران، في الهجوم، وهو ما نفاه الحزب".
وبحسب الصحيفة، "من جانبهما، وعد كل من حزب الله وإيران برد "جاد" على إسرائيل. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن هذا قد يشمل هجومًا صاروخيًا واسع النطاق ضد إسرائيل، على غرار وابل الطائرات من دون طيار الإيرانية في نيسان. وفي مخيم شاتيلا، قال السكان إنهم ينتظرون بفارغ الصبر انتقام حزب الله وإيران. وتجمع الناس، الجمعة، في المخيم لتأبين هنية أثناء دفنه في قطر. وقالت وفاء عيسى، إحدى المشاركات في التأبين: "كثيرون منا يرحبون بتوسيع الحرب إذا كان الهدف تخفيف معاناة أهلنا في غزة والضفة الغربية. نريد أن نتقم إيران وحزب الله لما حدث"."
وتابعت الصحيفة، "بعيداً عن بيروت، كان المقاتلون يجهزون أنفسهم. وقال اللواء منير المقدح، قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح الفلسطينية التي قاتلت إلى جانب حزب الله: "نحن مستعدون لأي مواجهة مع إسرائيل". في المقابل، يسعى الدبلوماسيون جاهدين لمحاولة منع الصراع المحتدم من التحول إلى حرب إقليمية. فقد أجرى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، السبت، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الجانبين أكدا مجددا على ضرورة "تهدئة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط ومنع انتشار الصراع"."
وأضافت الصحيفة، "لكن في لبنان، يتم تجاهل النداءات الغربية. فقد اتهمت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بقيادة "حملة خداع دبلوماسي" لتضليلهم بشأن طبيعة الضربة الإسرائيلية، على حد زعمهم، كما دعت المسؤولين اللبنانيين إلى التوقف عن الاجتماع مع هوكشتاين، الذي كان يُنظر إليه حتى الآن على أنه الراعي الرئيسي للحل الدبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله. ومع عدم وجود طريق واضح لخفض التصعيد، يشعر العديد من اللبنانيين باليأس من احتمال نشوب حرب أخرى.ويقول منتقدو حزب الله إن الدولة، وليس الحزب، هي التي يجب أن تقرر مصير البلاد".
وبحسب الصحيفة، "يقول حزب الله باستمرار إن إطلاق الصواريخ على إسرائيل يهدف إلى تخفيف الضغط على حليفته حماس، وسحب الموارد الإسرائيلية من غزة. أما بالنسبة للبعض في لبنان، وعلى الرغم من التعاطف الساحق مع الخسائر الإنسانية المرتفعة في غزة، فإن تكلفة تدخل حزب الله قد تكون أعلى من أن يتحملها".