يجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من المقر الرئاسي الصيفي le fort de Brégançon جنوب فرنسا في الاتصال برؤساء دول المنطقة للتوصل إلى وقف النار في غزة ومنع توسع الحرب على لبنان. وما زال يعتبر وفريقه أنه يمكن تجنيب لبنان الأسوأ ومنع التصعيد رغم كل ما جرى من تفجير ورغم اغتيال القيادي العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وإسماعيل هنية في طهران. وقد أجرى ماكرون اتصالات بكل من العاهل الأردني الملك عبدالله وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أجرى معه مكالمات عدة في شأن وقف النار في غزة ومنع توسع الحرب على لبنان وفق ما ورد في "النهار".
وفق الأوساط الفرنسية المتابعة للأوضاع في لبنان واتصالات الرئيس الفرنسي، ان بذل أقصى الجهود الممكنة لوقف النار في غزة قد يقنع إيران بعدم التصعيد ضد إسرائيل، وحض شركائها في لبنان والمنطقة على عدم توسيع الحرب على لبنان. وفي اتصاله بنتنياهو، دعاه ماكرون إلى وقف النار فورا في غزة وتحرير الرهائن وإتاحة المجال أمام المساعدات الإنسانية وبذل كل الجهود على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل طبقا للقرار ١٧٠١ لمجلس الأمن، تجنبا للتصعيد، لأن "حربا بين لبنان وإسرائيل سيكون لها نتائج مدمرة على المنطقة".
وفي اتصاله بالرئيس الإيراني دعاه إلى "تجنب تصعيد عسكري جديد ليس من مصلحة أحد، ولا إيران، وينبغي الخروج من منطق الانتقام من أجل حماية المدنيين". وطالب طهران بالتزام "دعوة جميع الجهات الفاعلة التي تزعزع الاستقرار، والتي تؤيدها إيران، إلى أقصى ضبط للنفس لتجنب اشتعال المنطقة"، وقد أعطى الرسالة نفسها لجميع الفاعلين في المنطقة، وأشار إلى الموقف الفرنسي المؤيد "لوقف نار فوري في غزة ورفضه القوي لأي تصعيد ضد لبنان".
وتقول الأوساط الفرنسية المتابعة لأوضاع المنطقة إن انتخاب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان جسّد نية إيران تخفيف التوتر وليس التصعيد، وان بزشكيان بدا للفرنسيين أكثر انفتاحا، وأجندته الشخصية هي تهدئة التوترات وتشديد موقف بلاده.
وتجمع المصادر الغربية، أميركية كانت أم فرنسية، على أن نتنياهو رافض وقف الحرب في غزة لأنها تعزز بقاءه رئيسا للوزراء. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا الأطراف إلى اتخاذ إجراءات لخفض التوترات. أما وزير الخارجية الفرنسي في حكومة تصريف الأعمال ستيفان سيجورني فهو في إجازة صيفية لم يقطعها لزيارة المنطقة، في حين أن الرئيس الفرنسي وحده يجري الاتصالات ويبذل الجهود لمنع الأسوأ، خصوصا أن لفرنسا في لبنان ٧٠٠ جندي في "اليونيفيل" وأن الجالية اللبنانية - الفرنسية كبيرة بحسب "النهار".