اكتشف علماء الفيزياء الأميركيون أدلة على أن العاصفة المغناطيسية التي تعرضت لها الأرض في منتصف شهر آيار/ مايو الماضي تسببت في حدوث تغيرات مختلفة.
وتشير جامعة فرجينيا التكنولوجية، إلى أن العاصفة المغناطيسية التي ضربت الأرض في شهر آيار/ مايو الماضي تسبب بالإضافة إلى الشفق القطبي في المناطق الاستوائية وخطوط العرض المعتدلة للأرض، بحدوث تغيرات في بنية الغلاف الجوي للأرض أيضا.
ويقول سكوت إنغليند الأستاذ المشارك في الجامعة: "لقد صاحب تكثيف الشفق القطبي في خطوط العرض المنخفضة، ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي في محيط قطبي الأرض، ما أدى إلى تسارع تدفق التيارات الهوائية من المناطق المحيطة بالقطبين باتجاه المنطقة الاستوائية. لذلك علينا الآن تحديد ما إذا كانت هذه التغيرات ناجمة فقط عن العاصفة المغناطيسية في شهر مايو، أم أنها تحصل دائما عند حدوث عواصف مغناطيسية قوية".
وقد اكتشف الباحثون هذه التغيرات من تحليل البيانات التي جمعوها أثناء العاصفة المغناطيسية في شهر مايو بمساعد المسبار GOLD الذي مهمته مراقبة الحدود الفاصلة بين الغلاف الجوي والفضاء أثناء العواصف المغناطيسية والتغيرات الأخرى التي تحصل في "الطقس الفضائي"، حيث تتبعوا كيفية تغير تكوين وخصائص الغلاف الحراري للأرض والطبقات العليا للغلاف الجوي أيام 9-14 مايو/ ايار.
وأظهرت الحسابات أن ارتفاعا مفاجئا صاحب بداية العاصفة المغناطيسية، في حرارة الغلاف الحراري للأرض في منطقة القطبين، حيث تتوغل فيها الجزيئات المشحونة من الفضاء القريب من الأرض بسهوله. وقد أدى تفاعلها مع المجال المغناطيسي للأرض والأيونات إلى تسخين الغلاف الجوي، حيث ارتفعت درجة الحرارة في المناطق القطبية بمقدار 1.4 ألف كلفن على ارتفاع 160 كم عن سطح الأرض.
ووفقا للعلماء، هذا التسخين أدى إلى إعادة هيكلة الغلاف الجوي على مستوى العالم وتغيرات خطيرة في حصص ذرات الأكسجين وجزيئات النتروجين في الغلاف الجوي وكذلك نشوء تيارات ودوامات هوائية باتجاه المنطقة الاستوائية. وبالإضافة إلى ذلك رصد الباحثون حركات وتفاعلات شاذة للجسيمات منخفضة الطاقة لم يسبق رصدها سابقا أثناء العواصف المغناطيسية.