خلصت الحكومة الأميركية إلى أن الحكومة الإيرانية تقف وراء عملية الاختراق والتسريب التي استهدفت حملة دونالد ترامب الرئاسية، وحاولت أيضًا استهداف حملة بايدن-هاريس، حسبما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات استخبارات أميركية أخرى الاثنين.
وأطلع مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأيام الأخيرة الرئيس السابق على النتائج الأولية التي توصل إليها، بعد أن أفادت مؤسسات إخبارية بتلقي وثائق يعتقد أنها جاءت من حساب يعود لمسؤول كبير في حملة ترامب. في حين قالت حملة نائب الرئيس كامالا هاريس إن القراصنة لم ينجحوا في محاولاتهم لاختراق حملتها.
ويعتقد مسؤولون أميركيون أن التحقيق يمثل أوضح علامة على الجهود التي تبذلها إيران ودول أخرى لمحاولة التأثير على انتخابات 2024.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب إدارة المخابرات الوطنية ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) في بيان: "إن أجهزة الاستخبارات واثقة من أن الإيرانيين من خلال الهندسة الاجتماعي وغيرها من الجهود سعوا إلى الوصول إلى الأفراد الذين لديهم وصول مباشر إلى الحملات الرئاسية لكلا الحزبين السياسيين. هذا النشاط، بما في ذلك السرقات وكشف الوثائق، يهدف إلى التأثير على عملية الانتخابات الأميركية".
وأردف البيان: "من المهم أن نلاحظ أن هذا النهج ليس جديدا. استخدمت إيران وروسيا هذه التكتيكات ليس فقط في الولايات المتحدة خلال الدورة الانتخابية الفيدرالية السابقة ولكن أيضا في بلدان أخرى حول العالم".
وفاجأت إيران بعض المسؤولين الأميركيين بمدى عدوانيتها في محاولة التدخل في انتخابات عام 2020، بما في ذلك من خلال تهديد مسؤولي الانتخابات.
وبعد مرور أربع سنوات، قد يكون عنصر المفاجأة اختفى، لكن إيران لا تبدو أقل استعدادًا لمحاولة إحداث الفوضى أثناء الانتخابات، وفقًا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.
وفي عملية القرصنة الأخيرة، يعتقد المحققون أن المتسللين الإيرانيين المشتبه بهم في حزيران/ يونيو اخترقوا حساب البريد الإلكتروني الشخصي لحليف ترامب منذ فترة طويلة والسياسي روجر ستون، ثم استخدموا هذا الحساب الإلكتروني لمحاولة اقتحام حساب مسؤول كبير في حملة ترامب كجزء من جهد مستمر للوصول إلى شبكات الحملة، حسبما ذكرت CNN سابقاً.
بالإضافة إلى الاختراق، قام حساب تابع لشركة AOL يستخدم الاسم المستعار "روبرت" بتسريب وثائق حملة ترامب الداخلية إلى وسائل الإعلام، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" لأول مرة السبت. وذكرت الصحيفة أن إحدى تلك الوثائق كانت عبارة عن ملف بحثي عن المرشح لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس.
وقالت مصادر إن مكتب التحقيقات الفيدرالي درس سجلات البريد الإلكتروني المقدمة من مايكروسوفت وغوغل وAOL، وتحدث إلى موظفي حملة ترامب لتحديد المسؤول عن الاختراق والمسؤول عن التسريب.
وكان تحديد نوع الاختراق واضحًا إلى حد ما: فقد تطابقت تقنيات القراصنة مع تقنيات مجموعة سيئة السمعة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
ولم يكن بعض المسؤولين الأميركيين متأكدين من أن نفس المجموعة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني والتي قامت بالقرصنة هي التي سربت الوثائق، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، لأن المجموعة غير معروفة بالتسريبات. ومع ذلك، قال أحد المصادر إن محققي القطاع الخاص الذين يدرسون حسابات AOL تمكنوا من ربط بنيتها التحتية الرقمية بنفس مجموعة القرصنة الإيرانية.
وقال شخص مطلع على رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين "روبرت" والصحفيين إن من كان وراء الحساب كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة وضغط على أحد المراسلين لنشر المزيد من الوثائق.
أول تعليق من إيران
رفضت بعثة إيران في الأمم المتحدة الإثنين ما وصفتها بالادعاءات "التي لا أساس لها" بأن طهران كانت وراء عملية الاختراق والتسريب التي استهدفت حملة دونالد ترامب الرئاسية ومحاولة استهداف حملة بايدن - هاريس.
وقالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان لـCNN: "مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة".
وتابعت البعثة في البيان: "إن جمهورية إيران الإسلامية ليس لديها النية ولا الدافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
وأردفت البعثة: "إذا كانت الحكومة الأمريكية تؤمن حقاً بصحة ادعاءاتها، يجب أن تقدم لنا الأدلة ذات الصلة، إن وجدت، والتي سنرد عليها وفقاً لذلك".