استعانت حملة نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، التي تخوض انتخابات الرئاسة المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بمحامية أميركية مصرية الأصل، كانت مسؤولة سابقا في وزارة الأمن الداخلي، للمساعدة في قيادة التواصل مع الناخبين الأميركيين العرب الذين يتمتعون بنفوذ في بعض الولايات التي قد تساعد في حسم الانتخابات.
وستتولى بريندا عبد العال مهمة حشد دعم جالية محبطة بسبب الدعم الأميركي لحرب إسرائيل في غزة.
وعينت هاريس بالفعل المحامية الأميركية أفغانية الأصل نصرينا باركزي للتواصل مع الأميركيين المسلمين.
انقسام ديمقراطي
وأحبط خطاب هاريس في ختام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو العديد من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين.
وقال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إن خطاب كامالا هاريس لم يظهر أي تغيير في السياسات الحالية، بعد أسبوع شهد تجاهل القضية الأكثر إثارة للخلاف في صفوف الحزب.
وتحت ضغط للرد على منتقدي الدعم الأميركي لحرب إسرائيل في غزة، استخدمت نائبة الرئيس خطابها مساء الخميس الماضي، لتكرار دعوات سابقة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعودة المحتجزين.
وقالت إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما تؤيد أيضًا حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
وقال عباس علوية، المؤسس المشارك لحركة "غير ملتزم" الوطنية التي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات مهمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.
وأوضح علوية بعد وقت قصير من قبول هاريس رسميًا لترشيح الحزب لها في انتخابات الرئاسة: "ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي".
وتخشى مصادر من داخل الحزب أن تتسبب حرب غزة في خسارة هاريس لأصوات تحتاج إليها في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان حيث توجد مدن تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين والجامعات التي شهدت احتجاجات بسبب الحرب في غزة.
وعقد المؤتمر في شيكاغو، موطن أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة، وفقًا للمعهد العربي الأميركي.
احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين
وشهد المؤتمر احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في شيكاغو يوميا، بما في ذلك مظاهرة نظمها آلاف مساء يوم الخميس قبل خطاب هاريس، كما تم اعتقال العشرات خلال الأسبوع.
وأكدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، أن ما حدث في غزة خلال الـ10 أشهر الماضية مفجع وحجم المعاناة في القطاع «يفطر القلب».
وأضافت خلال خطاب قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها للانتخابات الرئاسية أمام المؤتمر الوطني للحزب، أنه قد حان الوقت للتوصل لاتفاق تهدئة في غزة وأن علينا إنهاء الحرب في القطاع، متعهدة بأن يكون للفلسطينيين الحق في تقرير المصير.
إعادة المحتجزين
وقدمت هاريس تعهدا بالحفاظ على أمن إسرائيل وإعادة المحتجزين من غزة وإنهاء الحرب في القطاع.
وقالت وسط هتافات: "حان الوقت لإبرام اتفاق للرهائن ووقف إطلاق النار. ودعوني أكن واضحة، سأدعم دوما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسأضمن دائما أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها".
ومضت تقول: "ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية مفجع، فُقدت الكثير من الأرواح البريئة، يواصل اليائسون الجوعى البحث عن الأمان مرة تلو أخرى. حجم المعاناة يفطر القلب".
وتابعت أن "الرئيس بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل آمنة ويتم إطلاق سراح المحتجزين وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".