فيديوهات لجدات على

محتوى جديد غزا "تيك توك" في الجزائر خلال الفترة الماضية، حيث يقوم بعض الشباب بتصوير روتين يوميات جداتهن ومشاركة المقاطع على المنصة، مثيرين جدلًا واسعًا.

فعلى سبيل المثال، ينشر صاحب صفحة "أنا وجدتي"، التي تخطت الـ3 ملايين متابع، فيديوهات لهما، حيث يرافقها ويمازحها ويجعلها تغني وتمرح.

@ripou_bn الله يدوم الفرح انشاء الله ❤️ #انا_و_جدتي ♬ son original - أنا و جدتي ?❤️

كما يقوم في كل مرّة بطرح أسئلة عليها، ليرى ردّة فعلها التي تكون غريبة أحيانًا، ومضحكة ومسلية أحيانًا أخرى. كذلك يشجعها على الرقص والغناء في بعض المشاهد.

من جهته يشارك صاحب صفحة "أنا وأخي" فيديوهات ليومياته مع جدته في المطبخ والبيت وبعض الأماكن الأخرى، غير أنه استخدم في أحد المقاطع مصطلحًا جريئًا، وهو يمازحها.

فيما أثارت تلك الصفحتان وغيرهما حفيظة عدد من المتابعين الذين تساءلوا عن الهدف من إظهار مسنات قد "لا يكن واعيات أصلًا بأن فيديوهاتهن تتابع من طرف الملايين" على تيك توك، وفق رأيهم.

وربط كثيرون الظاهرة بمحاولة استقطاب المشاهدات لأغراض ربحية، حيث تساؤل أحدهم: "أمن أجل بعض الدولارات يمكن لشخص أن يظهر جدته في مواقف قد لا ترغب هي أن تظهر فيها؟".

كما علّق آخر: "من يقول إن صاحب الصفحة يحاول الترفيه عن جدته فقط، كان يمكن له أن يفعل دون تصويرها".

كذلك انتقد متابع آخر الجرأة في بعض الفيديوهات: "لماذا يجعلون جداتهم يرقصن ويغنين رغم أن هذا لا يليق بسنهن المتقدمة؟ يجب فتح تحقيق مع هؤلاء، أو تدخل أفراد عقلاء من العائلة".

في المقابل اعتبر البعض أن "المحتوى عادي ومرح" ويخلو من أي إساءة للجدات وللمشاهدين.

وتعليقًا على تلك الفيديوهات، أوضح أستاذ علم الإجتماع في جامعة البليدة 2 لونيسي علي بولاية البليدة التي تبعد 60 كيلومترًا عن العاصمة الجزائر، يوسف حنطابلي، لـ"العربية.نت"، أن "الظاهرة تفسر في سياق سردية الواقع الآني، حيث إن نشر الروتين اليومي على مواقع التواصل، يشعر الطرفين (ناشر ومتابع) بأن الحياة العادية أصبحت تعبر عن الحضور".

كما لفت إلى أن "المشاهير (في مختلف المجالات) يعدون مثالًا على ذلك، حيث أصبح نشر الحياة اليومية، هي حالة نفسية للتعبير عن إستمرارية الحضور، أو ما يمكن وصفه بهاجس الحضور"، ومنه أيضًا "هاجس التفاعل"، إلى أن نصل إلى نتيجة أن العالم الإفتراضي صار أكثر تعبيرًا عن الوجود من العالم الواقعي".

أما عن نشر الحياة الشخصية لأفراد من الأسرة، خاصة الأطفال أو المسنين، فبيّن أن "الظاهرة لها أكثر من بعد، منها البعد القانوني والإجتماعي، خصوصًا إن كان ذلك الفرد لا يملك الأهلية مثل الأطفال أو المسنين الذين بلغوا مرحلة اللا أهلية العقلية".

في حين تطرق إلى الآثار الاجتماعية لتلك الفيديوهات، حيث شدد على أنه "هناك من ينشر ذلك، رغبة منه في إظهار سلطته على العائلة، أو للتماهي مع الواقع، أو غير ذلك. وفي جميع الأحوال هناك آثار اجتماعية كبيرة، بينها إزاحة القضايا المجتمعية الهامة والمحورية من المشهد".

فيما ختم حديثه قائلًا إن "المتابع أو المشاهد، الذي يرى مثل هذا المحتوى، وغيره من المحتويات المتناقضة فيما بينهما، ينتقل من خلال التطبيق الواحد ما بين المضمون الهزلي والمحزن والعلمي وغيره، ما يؤدي إلى تتالي الصور، وتدفق المعلومات، وتصبح الصورة أقوى من الكلمة، ومنه تدفق المواقف لدى المشاهد وتذبذبها".

يقرأون الآن