أمن العراق.. المسيّرات تشكل تهديدا متصاعدا

الصور الأولى لمحاولة اغتيال الكاظمي - وكالة الأنباء العراقية

أكد خبراء ومحللون لموقع "صوت أميركا" أن الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يسلط الضوء على التهديد المتزايد الذي تمثله الطائرات بدون طيار المتوفرة تجارياً والتي يسهل الحصول عليها في ذلك البلد الذي يعاني العديد من الاضطرابات السياسية والميدانية.

وكان الكاظمي قد نجا من محاولة اغتيال فاشلة بواسطة 3 طائرات مسيرة صغيرة مفخخة من طراز "كوادكوبتر" استهدفت، فجر الأحد، مقر إقامته في بغداد، في هجوم لم تتبنه أي جهة، في ظل تصاعد التوترات بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل شهر.

وقبل الهجوم على منزل رئيس الحكومة، وقعت صدامات بين معتصمين تابعين لفصائل موالية لإيران يطالبون بإعادة فرز الأصوات، وقوات الأمن إثر تصديها لمحاولاتهم اقتحام المنطقة الخضراء حيث المقرات الحكومية وسفارات أجنبية منها السفارة الأميركية.

وترفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل شيعية موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلحة، النتائج الأولية التي بينت تراجع عدد مقاعدها.

وليس هذا الهجوم الأول بطائرة مسيرة أو صاروخ ضد المنطقة الخضراء، فقط تعرضت خلال العام الأخير للعديد من الهجمات التي لا يتبناها أي طرف، لكن غالبا ما تتهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها، فيما يقول مسؤولون أميركيون إن الطائرات بدون طيار كانت نفس الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات التي تستخدمها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد القواعد العسكرية الأمريكية في أربيل وأماكن أخرى في العراق.

تهديد متصاعد

من جانبه يرى الخبير، سيث فرانتزمان، أن "الطائرات بدون طيار باتت تشكل تهديدًا متزايدًا ومتصاعدا في العراق، لا سيما تلك التي تستخدمها الجماعات الموالية لإيران".

وأوضح فرانتزمان أن "الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران تتمتع بميزة إمكانية استهداف أي موقع تريده عبر تلك التكنولوجيا الجديدة دون أن يتم اكتشاف أمرها"، موضحًا أن إيران قد دعمت ذلك النوع من الأسلحة إلى الجماعات الموالية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ولا يزال من الصعب على القوات العراقية اعتراض الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي يمكن تعديلها لتحمل المتفجرات، والاعتداء الأخير على منزل الكاظمي الذي يعتبر موقعا محصنا للغاية المنطقة الخضراء يوضح كيف يمكن للطائرات المسيرة اختراق موقع شديد الحراسة تحميه أنظمة أميركية الصنع المضادة للصواريخ.

وفي السياق، يلفت فرانتزمان، الانتباه إلى أنه: "يمكن للطائرات بدون طيار أن تطير ببطء ومنخفض وتتجنب بعض الدفاعات الجوية، مشيرا إلى أن "العديد من الدفاعات الجوية ليست مصممة لمواجهة العدد الكبير من أنواع وأحجام الطائرات بدون طيار".

وأضاف: "تثار الكثير من الأسئلة بشأن ما إذا كان من بالإمكان استخدام أجهزة التشويش لوقف هذه الهجمات في المستقبل أو ما إذا كانت الحكومة ستحتاج إلى امتلاك أنظمة يمكنها إسقاط الطائرات بدون طيار".

من جهة أخرى، يقول ديفيد بولوك، مستشار وزارة الخارجية السابق، والذي يعمل الآن كمحلل كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه يشك في أن تكون إيران وراء الهجوم وأنه كان على الأرجح كان "انعكاسًا لقلق الميليشيات من أن يجري تهميشها عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة".

وقال لإذاعة "صوت أميركا": "هناك العديد من العوامل التي تشير إلى أن طهران لا تقف بشكل مباشرة وراء ذلك الهجوم باعتبار أنها تعلم أن ذلك العمل سوف تعتبره واشنطن أمرا استفزازيا للغاية، وبالتالي قد تكون تلك الميليشيات أو إحداها على الأقل قد أخذت قرار الاعتداء من تلقاء نفسها".

وكانت محاولة اغتيال، الكاظمي، قد أثارت موجة إدانة من زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي طالب بتقديم الجناة إلى العدالة.

وقال بايدن في بيان “لقد أصدرت تعليماتي إلى فريق الأمن القومي الخاص بي لتقديم كل المساعدة المناسبة لقوات الأمن العراقية أثناء التحقيق في هذا الهجوم وتحديد المسؤولين".

ولكن على الرغم من الطبيعة الجرئية والخطيرة لذلك الهجوم،فإن هناك احتمال ضئيل بأن يتم القبض على العقل المدبر له، خاصة إذا تبين أن قادة الميليشيات الشيعية القوية هم من يقفون ورائه، وفي هذا الصدد يقول، بولوك " لا أعتقد أن ذلك الاعتداء سوف يؤدي إلى تصعيد دراماتيكي" في المواجهة مع تلك الجماعات.

الحرة/صوت أميركا

يقرأون الآن